ناخبو تيّار المستقبل محل طمع المرشّحين واللوائح… عبد الكافي الصمد

لا تدور الإنتخابات النيابيّة المقرّرة في 15 أيّار المقبل بين 718 مرشّحاً، هو العدد النهائي الذي استقروا عليه بعد إقفال باب تأليف اللوائح في 4 نيسان الجاري، توزّعوا على 103 لوائح من أجل خوض الإنتخابات المقبلة للتنافس على 128 مقعداً نيابياً، بل ستدور في موازاة ذلك على هدف آخر أعلنه البعض أو لمّح له، بينما أبقاه البعض الآخر مضمراً.

فبعد انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيّار المستقبل من المشهد الإنتخابي، وغياب التيّار الأزرق عن سباق الإنتخابات النيابيّة لأوّل مرّة منذ أكثر من عقدين من الزمن، وإعلان بعض نوّاب التيّار ومنسقيه وشخصيات منضوية فيه أو مقرّبة منه عزوفهم عن الترشّح، إلتزاماً منهم بقرار الحريري، توجّهت أنظار المرشّحين الآخرين إلى الكتلة النّاخبة المؤيدة لتيّار المستقبل، في مختلف الدوائر، طمعاً في اجتذاب بعضها بهدف الحصول على أصواتها.

وازدادت شهيّة هؤلاء المرشّحين واللوائح بعد رفض عدد من نوّاب التيّار الأزرق ومنسقيه العزوف، وإصرارهم على خوض الإنتخابات منعاً لحصول الفراغ في الشّارع السنّي، وقطعاً للطريق على آخرين يسعون إلى ذلك، ما جعل قسماً واسعاً من مؤيدي الحريري وجمهور تيّار المستقبل يقبل، سرّاً وجهراً، على خوض الإنتخابات النيابيّة وكأنّ شيئاً لم يكن.

تشتت قاعدة وأصوات تيّار المستقبل على هذا النّحو، ما بين مُقاطِع إلتزاماً بقرار الحريري وقيادة التيّار، وبين مؤيّد لنوّاب ومرشّحين يدورون في فلك التيّار أصرّوا بشدّة على خوض استحقاق الإنتخابات، وبين قاعدة شعبية تعاطفت مع الحريري وتيّاره في السّابق، لكنّها رأت نفسها غير معنية بقرار إنسحابه من المشهد الإنتخابي، وهذه الفئة هي التي يسعى المتمرّدون على الحريري إستمالتها، إضافة إلى حلفاء الحريري السّابقين والحاليين، ما أوجد سجالاً حادّاً بينها خصوصاً مع حزب القوّات اللبنانية، عدا عن أحزاب وتيّارات وشخصيات أخرى بعضها معارض للحريري، وجدت أنّ الفرصة مؤاتية لها لكي تستعيد قسماً من جمهورها السّابق الذي استماله الحريري في استحقاقات إنتخابية سابقة.

من يتابع تحرّكات المرشّحين واللوائح في مختلف الدوائر الإنتخابية، يجد أنّ السعي وراء الحصول على الأصوات التفضيلية لهذه الفئة من جمهور تيّار المستقبل قد بات همّها الشّاغل، سواء لتعزيز وضعها ورفع حاصلها الإنتخابي، أو لأنّها وجدت في هذه الفئة خشبة خلاص بعد تدهور في شعبيتها، وتراجع في حضورها، وأنّ احتمال خسارتها هذا المقعد النيابي أو ذاك قد بات مرجّحاً وجدّياً.

لكنّ الأمر لا يقتصر على هذا الحدّ، فقد تسبّب الوضع غير الطبيعي وغير المسبوق الذي يعيشه تيّار المستقبل هذه الأيّام في حصول تجاذبات وصراعات بين مكوّناته، خصوصاً بين نوّابه ومنسقيه وكوادره وقواعده. وتتناقل وسائل إعلام ومنصّات وسائل التواصل الإجتماعي وتسريبات معلومات عن خلافات كثيرة وكبيرة بينهم، وأنّ عملية تصفية حسابات جديدة وقديمة بينها ستكون الإنتخابات النيابية مسرحها، ما سيؤدي إلى تصدعات داخل القلعة الزرقاء سيجعل رأبها في مستقبل الأيّام صعباً ومكلفاً للغاية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal