دائرة الشّمال الثانية تستقطب الأضواء: أيّ نتائج ستفرزها؟… عبد الكافي الصمد

لا تشبه الإنتخابات النيابيّة المقرّرة في 15 أيّار المقبل أيّ إنتخابات سابقة في شيء، اللهم إلا الإنتخابات السابقة التي جرت في عام 2018 كون القانون الإنتخابي التي ستجري الإنتخابات المقبلة على أساسه هو نفسه، أمّا غير ذلك، فتكاد الإنتخابات المقبلة لا تشبه إلا نفسها.

من حيث الأرقام تبدو الإنتخابات المقبلة مختلفة. إذ ترشّح لها 1043 مرشّحاً، قبل أن يتقلص العدد جزئياً بعد انسحاب 42 مرشّحاً، قبل سقوط ترشّح 284 مرشّحاً لأنهم لم يجدوا لوائح كي ينضموا إليها وفق ما يقتضي القانون، ليستقر العدد النهائي على 718 مرشّحاً توزّعوا على 103 لوائح سيخوضون الإنتخابات المقبلة للتنافس على 128 مقعداً نيابياً.

هذا الأرقام تبدو أكبر من أرقام إنتخابات عام 2018. عامها ترشّح 976 مرشّحاً إنسحب وسقط ترشّح 379 مرشّحاً، قبل أن يستقر العدد النهائي للمرشّحين على 597 مرشّحاً توزّعوا على 77 لائحة، خاضوا السباق الإنتخابي حينها وفق قانون إنتخابي جديد قائم على النسبية والصوت التفضيلي، وهذه كانت أول مرّة في تاريخ لبنان يجري فيها إعتماد النسبية في الإنتخابات النيابية.

حصيلة هذه الأرقام بعد إقفال باب تأليف اللوائح منتصف ليل الإثنين ـ الثلاثاء الماضي، كانت أنّ الدوائر ذات الغالبية السنّية من النّاخبين شهدت أكبر عدد من المرشّحين، وتأليف أكبر عدد من اللوائح إحتلت بها مرتبة الصدارة بين كلّ الدوائر اللبنانية الأخرى. فدائرة الشّمال الثانية (طرابلس والضنّية والمنية) إحتلت المرتبة الأولى بـ11 لائحة، تلتها دائرة بيروت الثانية بـ10 لوائح، ثم دائرتي الشّمال الأولى (عكّار) ودائرة البقاع الأولى (زحلة) بـ8 لوائح.

تفاوتت القراءات حول هذه الظاهرة بين رأيين رئيسين. الأوّل رأى أنّ انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيّار المستقبل من المشهد الإنتخابي وعزوف الرئيس نجيب ميقاتي عن خوضها، قد أفسح في المجال أمام شخصيات سياسيّة، وأمام كلّ من “هبّ ودبّ” لكي يترشح تحت حجّة ملء الفراغ، إنّما في الحقيقة أنّ أكثريتهم وجدت أنّ الفرصة مؤاتية لهم للفوز بمقعد نيابي في ضوء غياب القطبين السنّيين الأكبر عن السّاحة.

أمّا الرأي الثاني فيذهب إلى أن الحيوية داخل الطائفة السنّية، ووجود شخصيات سياسة لها وزن سياسي ووجود شعبي، من شأنه أن يعوّض إلى حدّ معين غياب تيّاري المستقل والعزم، وسط تضارب في المعلومات والتحليلات حول إنْ كانت هذه الكثرة في أعداد المرشّحين وفي اللوائح ستؤدي إلى ارتفاع نسبة الإقتراع، أم العكس.

دائرة الشّمال الثانية إستقطبت الأنظار والأضواء بعد احتلالها صدارة الدوائر الإنتخابية من حيث عدد اللوائح الـ11، والمرشّحين ضمنها الذين بلغ عددهم 100، حيث بدأت إستطلاعات الرأي تجري في هذه الدائرة باكراً، لمعرفة حجم القوى ومدى حماسة الناخبين للإقتراع، وحجم تأثير غياب المستقبل والعزم عن السّاحة، وينتظر أن تتزايد هذه الإستطلاعات أكثر في الفترة المقبلة، وصولاً إلى يوم النزال الكبير بعد أقل من 40 يوماً.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal