القنابل الليلية ترفع منسوب التحدي الامني.. لماذا الاصرار على استهداف طرابلس؟!… غسان ريفي

بات واضحا ان هناك جهات تتربص شرا بطرابلس واهلها، وتصرّ على التوتير الامني بهدف توجيه رسائل نارية في اكثر من اتجاه عشية الاستحقاقات السياسية والانتخابية من خلال رمي القنابل الليلية واطلاق النار والاساءة بالتالي الى المدينة وتشويه صورتها والباسها قناعا ليس لها.

لا يخفى على احد ان طرابلس كانت وما تزال في دائرة الاستهداف بالرغم من كل الاجراءات الامنية والعسكرية المبذولة لا سيما من قبل الجيش اللبناني الذي يقوم بجهود مضنية لحفظ الامن وقد تضاعفت هذه الجهود بعد زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون اليها قبل اسبوعين وتشديده على ضرورة الحفاظ على امنها واستقرارها ورفضه اتهامها بما لا يليق بتاريخها وحاضرها وتنوعها وانفتاحها.

قد لا يمر يوم او ليلة في طرابلس من دون حصول خرق امني يتمثل باطلاق نار سواء في الهواء او في اشكالات مختلفة، او في رمي القنابل التي عاد مسلسلها بقوة ليلة امس حيث سُجل قيام مجهولين برمي ثلاثة قنابل اثنان في التبانة وواحدة في القبة ترافقت مع اطلاق نار كثيف. 

واشارت معلومات الى أن شخصين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية ويتنقلان بين التبانة والقبة نفذا مهمة رمي القنابل واطلاق النار ثم تواريا عن الانظار في وقت سارعت فيه القوى العسكرية الى ضرب طوق امني حول الاماكن المستهدفة وباشرت التحريات والتحقيقات لمعرفة الفاعلين.

لا شك في ان ما يجري في طرابلس يطرح جملة من التساؤلات خصوصا وبحسب بعض المصادر ان سعر القنبلة اليدوية يتراوح بين 300 الى 400 الف ليرة لبنانية وكذلك سعر علبة الرصاص. يعني ذلك ان الخرق الامني الذي شهدته طرابلس ليلا كانت كلفته اكثر من مليوني ليرة، فمن هي الجهة الممولة لهذا التوتير؟ ولأي سبب؟ وهل ما يحصل هو رد على زيارة قائد الجيش الذي عطل كل محاولات استخدام هجرة بعض الشبان الى العراق للالتحاق بتنظيم داعش وتأكيده بأنها هجرة اقتصادية بفعل الظروف المعيشية الصعبة وليست دينية او عقائدية؟ وهل هناك من يريد تحدي اجراءات الجيش في المدينة او العمل على افشالها؟ وهل هناك من يريد الضغط على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي باستهداف طرابلس؟ وهل من يريد ان يؤسس لتوتر جديد قد يكون منطلقا لما هو اكبر تمهيدا لتأجيل الانتخابات النيابية؟ وهل من يسعى الى تيئيس الناس بالفلتان الامني بعد الفلتان الاقتصادي والانهيار المالي؟ ولمصلحة من هذا الارباك الامني اليومي؟ ولماذا طرابلس بالذات؟ وهل من يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء واستغلال الظروف الصعبة وتحويل المدينة الى صندوق بريد او الى ساحة لتصفية الحسابات؟

بانتظار ان تجد الاجهزة الامنية والعسكرية اجوبة لكل هذه التساؤلات وكشف اللثام عما يخطط لطرابلس، خصوصا انها اعلنت سابقا عن توقيف اكثر من شخص بتهمة رمي القنابل، تشير بعض المصادر الى انه ليس المهم القبض على من يرمي القنابل من المأجورين، بل الاهم هو الكشف عمن يقف خلفهم ويمولهم ويشغلهم.

وترى هذه المصادر ان مسلسل استهداف طرابلس مستمر، فبعد ان تجاوزت المدينة مسألة هجرة الشباب الى العراق والتحاقهم بداعش وتأكيدها مجددا وللمرة الالف بأنها ليست بيئة حاضنة للارهاب، وبأنها ترفض ان تكون ساحة للفلتان الامني، وبعد رفع الجيش جهوزيته في مختلف مناطقها بتوجيه من العماد جوزيف عون وبالتنسيق مع الرئيس نجيب ميقاتي، وبعد الاتفاق مع مشايخ وعلماء المدينة وأئمة مساجدها على ضرورة التوجه نحو مزيد من التوعية والارشاد للشباب لمنع التغرير بهم او اغرائهم، يبدو ان المتربصين شرا بطرابلس عادوا الى تجنيد بعض ضعاف النفوس من “خفافيش الليل” لاستخدامهم في خروقات امنية مختلفة، الامر الذي يرفع من منسوب التحدي لدى الجيش والقوى الامنية المولجة بحماية الاستقرار.

يمكن القول، ان طرابلس بالرغم من كل الازمات التي ترخي بثقلها عليها، وبالرغم من الظروف القاسية التي تعانيها شأنها في ذلك شأن كل المناطق اللبنانية، الا انها ستبقى عصية على المصطادين بالماء العكر، انطلاقا من ايمانها الذي جسدته وما تزال تجسده بالدولة والقانون والتصدي لكل من يريد العبث بأمنها!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal