شعبة المعلومات تمنع عودة ″داعش″ الى لبنان!… غسان ريفي

لم يكن ينقص لبنان الغارق في الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والانسانية، سوى عمليات إنغماسية إرهابية تمهد لعودة تنظيم ″داعش″ إليه لـ″يكتمل النقل المعيشي بالزعرور الأمني″، ويدخل لبنان في بحر من الدماء قد يصعب الخروج منه بسهولة.

ربما يكون إنجاز شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي هو الأهم في تاريخها، نظرا لحساسية وخطورة الظرف الدقيق الذي تحقق فيه، خصوصا أن نجاح أي عملية أمنية إرهابية داعشية في الوقت الراهن قد يشكل عامل إغراء لكثيرين ممن فقدوا الأمل ويواجهون ظروفا معيشية صعبة، الأمر الذي سيفتح بعض الثغرات أمام داعش للتسلل منها وربما التمدد ضمن مناطق معينة.

اللافت أن التخطيط والتمويل والتجهيز والتوصيل والتنفيذ قد تم إعداده في مخيم عين الحلوة في صيدا وبأياد فلسطينية هي حتما لا تمت الى الشعب الفلسطيني المقاوم لأجل إستعادة أرضه ومقدساته، ما أعاد الى الأذهان حقبة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد وما نتج عنها من ويلات كانت ستتكرر، خصوصا أن المخطط كان تفجير الوضع في لبنان من خلال إستهداف ثلاثة مراكز في الضاحية الجنوبية لها رمزية دينية، بثلاثة إنغماسيين كانوا سيفتحون النار على المواطنين قبل أن يفجروا أنفسهم، وذلك لايقاع أكبر عدد ممكن من الاصابات، علما وبحسب المعلومات فإن الأحزمة الناسفة المصنعة محليا معدة لهذا الغرض وهي تتضمن موادا متفجرة مع كميات كبيرة من الكلل والحديد والمسامير وكل ما من شأنه أن يلحق الضرر بالناس.

واللافت أيضا، الحرفية التي تعاملت فيها شعبة المعلومات من خلال ضباط يمتلكون من الشجاعة والمناقبية والذكاء ما جعلهم يحافظون على سرية مهمتهم وإستدراج الارهابيين وأحزمتهم وأسلحتهم وأموالهم الى المكان الذي يريدون لالقاء القبض عليهم، في حين ما يزال المخططون المتوارون عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة، ما يرفع من منسوب التحدي أمام الفصائل الفلسطينية المطالبة بالتحري عنهم وتوقيفهم وتسليمهم الى مخابرات الجيش في أقرب وقت.

بدا واضحا أن “داعش” كان يريد إستهداف بيئة المقاومة في الضاحية الجنوبية وفي مناسبة دينية لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، لجهة:

أولا: ضرب حزب الله في عقر داره ضمن المواجهة القائمة بين الطرفين منذ العام 2013 في الأزمة السورية.

ثانيا: محاولة إشعال فتنة سنية ـ شيعية والاستفادة من التحريض الذي يمارسه البعض ضد حزب الله وسلاحه.

ثالثا: إنفلات الوضع الأمني وتحريك بعض الخلايا الداعشية النائمة بالتزامن مع العملية الارهابية.

رابعا: الاعلان عن عودة “داعش” الى لبنان من بوابة الضاحية الجنوبية ومحاولة الاستفادة من ذلك في تجنيد بعض المتحمسين اليائسين من الوضع الاجتماعي.

خامسا: إلغاء الانتخابات النيابية، وإدخال لبنان في المجهول حيث لا مال ولا إقتصاد ولا خدمات ولا أمن ما سيضع البلد برمته في مهب الريح.

أمام هذا الواقع، تشير مصادر سياسية مطلعة الى أنه بعد إحباط هذه العملية الارهابية، لم يعد الأمر يحتمل مزيدا من الترف السياسي ومن التحريض على حزب الله بهدف شحن نفوس شرائح شعبية لدفعها الى المشاركة في الانتخابات والتصويت في إتجاهات معينة، خصوصا أن السلاح بقناعة الجميع ليس ملفا لبنانيا، بل هو جزء لا يتجزأ من الأزمة الاقليمية والصراع العربي الاسرائيلي، كما يحتاج الى تسوية شاملة في المنطقة ليبنى بعد ذلك على الشيء مقتضاه، فلماذا (بحسب هذه المصادر) اللجوء الى تحريض قد يوتر الأجواء ويعرض البلاد للخروقات طالما أن الأمر ليس بيد اللبنانيين؟.  


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal