كما كان متوقعاً، خيبة الامل كانت سيدة الموقف بعد الكلمة المتلفزة لرئيس الجمهورية ميشال عون امس الاثنين. فعلى مدى ثلاثة عشر دقيقة، اسهب رئيس الجمهورية في سرد وقائع الازمة التي تعيشها البلاد منذ تشرين الأول 2019، طارحاً على مسامع المواطنين اسئلة كان يفترض ان يُضمّن كلمته أجوبة لها علّها تفتح كوّة ضوء في ظلمة الانهيار الذي تعيشه البلاد.
الكلمة الرئاسية التي فتحت الباب امام الكثير من التحليلات والتأويلات، كان مستغرباً فيها دعوة الرئيس، وللمرة الاولى، حليفه الأول والذي اوصله الى سدة الرئاسة، حزب الله الى الانسحاب من الدول الإقليمية بقوله “على لبنان ان يبقى ملتقى حوار الثقافات، وليس ارض الصراعات”.
كلام رئيس الجمهورية هذا، ردّ عليه مصدر خاص مقرّب من حزب الله قائلاً لـ”سفير الشمال”: “هذا موقف الرئيس ونحن نحترمه. ولنا قناعاتنا وواجباتنا التي نتمنى ان يحترمها ايضاً”.
من جهتها، رفضت كتلة “التنمية والتحرير” التعليق على كلام الرئيس لا سيما الشق المتعلق بالتعطيل الذي يمارسه مجلس النواب متهماً إياه بالمساهمة في “تفكيك الدولة”.
كذلك كان بارزاً تطرق الرئيس عون الى موضوع الاستراتيجية الدفاعية ومعادلة “الجيش والشعب والمقاومة”، الامر الذي اعتبره الخبير العسكري العميد امين حطيط “استمرار لما بدأ في العام 2006. فكان واضحاً عدم تنكّر الرئيس لثلاثية الجيش والشعب المقاومة”. ورأى حطيط ان “الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية ليس بجديد ايضاً وحزب الله يوم قدم في هيئة الحوار عام 2006 خطة استراتيجية دفاعية تنطوي على افكاره واهدافه منها. وهو في الاساس يريد من الدولة ان تقوم بواجبها”.
ويضيف: “حزب الله يقول انه طالما الدولة عاجزة فإنني اضع قدراتي في تصرفها ولكن اذا الدولة تقوم بصياغة استراتيجية دفاعية تؤمن المطلوب فنكون من الشاكرين”.
ويشرح الخبير العسكري كلام الرئيس عون، فيقول “طرح العماد عون ليس انقلابا على الثلاثية بل هو متمسك بها بحسب كلامه، ولكن لا بد من ان تقوم الدولة بواجبها وتضع استراتيجية دفاعية، الامر الذي لا يعني التخلي عن المقاومة”. فالاستراتيجية الدفاعية بحسب حطيط “تتضمن الاجابة على ثلاثة اسئلة: 1- ما هي الاخطار؟ 2- ما هو القرار؟ 3- ما هي الامكانات؟ وبالتالي هذه الاسئلة بحاجة الى حوار يحسم من هو العدو وكيف نواجهه وما هي امكانات المواجهة”.
هي قرابة ربع ساعة تسمّر فيها اللبنانيون امام شاشات التلفزة علّهم يسمعون ما يطمئن بالهم او يبعث الامل في نفوسهم الا ان النتيجة كانت اقرب الى “ما خلونا”. وعليه، هو تهرّب من المسؤولية يمارسه رئيس مرّت سنوات عهده عجافاً على الشعب اللبناني رافضاً الاعتراف بأنه يتحمل وزر ما وصلت اليه حال البلاد والعباد. فأية مصارحة بعد كل ذلك..
Related Posts