يتلمس معظم اللبنانيين كم أن الخناق يشتد على رقابهم نتيجة الأزمات التي تتفاقم نتائجها باضطراد حتى باتوا على قناعة بأن من نصب لهم الأفخاخ لدفعهم بإتجاه العصر الحجري قد نجح في إيصالهم إلى مشارفه، بينما تصريحات العديد من المسؤولين والسياسيين تدور في أفلاك آخرى..
الشعب يعاني من الأزمات الصحية المرتبطة بالأدوية (للأمراض المستعصية أو العادية) والمستشفيات والصيدليات ومعظم المسؤولين والسياسيين يزيتون ماكيناتهم الإنتخابية، ويديرون الظهر لمعاناته.
الشعب يعاني من تضخم مالي غير مسبوق دفع بقدرتهم الشرائية، وفق ما كان يُسمى بالحد الأدنى للأجور، إلى ما دون الحضيض. فيما المسؤولون والسياسيون المعنيون بالانتخابات يفتشون عن مصادر تمويل لحملاتهم المقبلة التي سيصل بعض فتاتها إلى نفر من الناخبين بسبب الحاجة والعوز.
الشعب يعاني من الأسعار النارية للمحروقات التي تنعكس على تنقلاته بكلفتها الباهظة، وعلى مواجهته المضنية للبرد و”الزمهرير” في فصل الشتاء، بينما المسؤولون يتنافسون على توليف الشرائك لبعضهم البعض لينجح أحدهم بإقتناص هذا المقعد النيابي أو ذاك.
بات لسان حال المواطنين يردد: “هل تدركون يا أصحاب الألقاب الرفيعة أنكم بينما ترسلون أبناءكم للتخصص في الخارج هناك عائلات كثيرة بدأت تدرس جدياً عدم إرسال أبناءها حتى إلى المدارس الإبتدائية، نظراً لكلفة الأقساط والنقل والقرطاسية؟
وأنكم بينما تنظمون الإحتفالات في هذه المناسبة المفرحة أو تلك المحزنة هناك عائلات ترسل بعض أفرادها إلى اكوام النفايات للتفتيش عن ما تسد به رمقها، لأن أحدث الإحصاءات تؤكد أن كلفة ترويقة وعشاء اللبنة وغداء علبة الطون لمدة شهر بات يكلّف مرتين الحد الأدنى لما تسمونه رواتب؟
وهل تعون أنكم انتم الذين ساهمتم بالتحلل الكامل للدولة بعد نهبها وزرع الفساد فيها، ستستفيقون يوماً على إحتمال دفن الوطن، وأنتم ستكونون من الضحايا لأن الأموال التي سطوتم عليها لن تبني لكم وطناً خارج لبنان. بل ستجعلكم غرباء على أرصفة الدول التي إعتقدتم يوماً أنها ستكون ملجأً لكم ولإبنائكم. لذلك عليكم العمل بجد وبنوايا صافية على إعادة ترتيب أمور الدولة وجمع الوطن على أرضٍ صلبة، لأن خطيئتكم أنكم قادرون على الإنقاذ ولكن أحقادكم ومصالحكم تحول دون ذلك!..
Related Posts