فايز غصن وما ادراك من هو هذا الكوراني الإنساني الطيب الوفي قبل النيابة وفيها وبعدها وقبل الوزارة وداخلها ومن ثم خارجها.
لم يخلع ابن غصن يوماً واحداً ثيابه الوطنية، ولم يبدل في انتماءاته السياسية والحزبية، بل ظل وفياً مخلصاً صادقاً حتى اخر لحظة من حياته على هذه الارض، صادقاً عندما اعلن سنة 2011 عن وجود لعناصر ارهابية في جرود عرسال رغم ان البعض لم تعجبه هذه الحقيقة التي استند لاعلانها وزير الدفاع “المارد” يومها الى معلومات مؤكدة وموثوقة، صادقاً ايضاً في تسمية الامور باسمائها حتى لو تعارضت مع نظرته السياسية مهما كان الثمن.
في النيابة لم يكن المقعد سواء فاز به او خسره ليبدل من قناعاته وخياراته ونفسيته، فهو الحامل هموم الناس والواقف الى جانبهم في افراحهم واتراحهم وكل ظروف حياتهم.
تقول مستشارته الاعلامية في وزارة الدفاع وفاء حيدر ان من لا يعرف فايز غصن يظن للوهلة الاولى انه ذاك الوزير المتعجرف المتكبر، ولكن ما ان تجلس مرة واحدة معه ستكتشف انك ببساطة امام نبع انسانية يتدفق حبا وحنانا وطيبة.
تلفت الى انه لم يكن يوماً الا ابن الشعب، ابن الارض، ابن الكورة وعاشق زيتونها ومتعمد بزيتها الطاهر، يحب ناسها ويعتبر ان وفاءهم له سبب نجاحه فكان يشعر انه مدين لهم حتى اخر لحظة من حياته.
وتضيف: “كنا ابان توليه حقيبة الدفاع نلتقي كل صباح على فنجان قهوة، يتحدث في السياسة، كان يسمي الامور باسمائها حتى ان كانت تتعارض مع خطه السياسي، وكان يردد على مسمعي عبارة “اذا لم نكن صادقين مع انفسنا فلن يصدقنا احد”، كنا نختلف حول امور كثيرة لكنه حين يكتشف انه على خطأ كان يعتذر بكِبر ولم يكن يخجل حين يعترف بخطأ ما ارتكبه، كان صادقا صدوقا محبا حنونا كريم النفس”.
فايز غصن غادر بالامس الى جوار ربه تاركاً وراءه ارثاً في العمل السياسي والاجتماعي والصحافي الذي كانت بداياته منه متخرجاً من كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية ومن ثم متابعاً دراسته العليا في العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية.
رحل الرجل الوفي عبارة لم يخلو منها اي بيان نعي من رفاق دربه في السياسة والحياة وكأن هذه الصفة تختصر بمعناها كل ما تميز به هذا المارد الكوراني الاصيل..
Related Posts