لا حياة لمن تنادي!… حسناء سعادة

لا حياة لمن تنادي.. هذه هي حال الشعب والمسؤولين اليوم..

المواطن مخدر، اما بفقره واما بإنتماءاته الحزبية، والمسؤول يعيش وكأن الوضع بالف خير ولسنا امام انهيار بلد بأمه وأبيه، والا لما كانت تعطلت جلسات مجلس الوزراء ولكنا شهدنا ولادة خلية ازمة توصل الليل بالنهار لمعالجة ازماتنا المتتالية والمتوالدة بشكل يومي.

لا حياة لمن تنادي.. لأن ستة دولارات ضريبة على الواتساب كادت تولع البلد فيما اليوم يكاد الدولار يلامس الثلاثين الف ليرة لبنانية ولم يحرك احد ساكناً.

لا حياة لمن تنادي.. لأننا كلنا سكتنا عن أزمة الكهرباء وصفقاتها واتكلنا على مولدات الاشتراك التي بتنا ندفع اليوم المبلغ المرقوم ثمن انارة غرفة وتشغيل ثلاجة فقط، ومن دون اي اعتراض.

لا حياة لمن تنادي.. والا لما وافقنا أن نسحب قسماً محدداً لنا من جنى عمرنا من المصارف بتعاميم غوغائية تعطينا دولاراتنا مرات على الـ 3900 ومؤخراً على الـ 8000 فيما السعر الحقيقي للدولار يحلق ويرتفع يومياً ومعه نخسر قيمة ما سحبنا.

لا حياة لمن تنادي.. لأننا نعيش حياتنا ونشتري قوت يومنا ودواءنا ومحروقاتنا وحتى مياه شربنا وخبزنا على دولار السوق السوداء ونحن لا نزال نقبض رواتبنا على السعر الرسمي للدولار الاميركي.

لا حياة لمن تنادي.. لأن نصفنا بالكاد يأكل وجبة في اليوم وربعنا ينام اولاده جياعاً فيما صحن المجدرة بات ترفاً وصحن الفتوش وليس صحن السوشي او الكافيار اصبح في متناول الطبقة الميسورة فقط ونحن لا نزال نتفرج على وضعنا بصمت القبور…

اعلم أن كل من يقرأ مقالي هذا سيقول “بالفعل هذا واقعنا اليوم”، ولكنه ايضاً لن يحرك ساكناً، اما بفعل قناعته بأن لاشيء سيتغير، واما بفعل يأسه من الحالة برمتها واما لأنه لا يزال يرى زعيمه فوق الشبهات.

لست من دعاة العصيان والثورة وقطع الطرقات، ولكن ايضاً ليس من المقبول ان نستمر في البكاء على الاطلال وترك البلد يندثر بفعل طبقة حاكمة منها من لا يزال يدفن رأسه بالرمال ومنها من لا يهتم الا بالحفاظ على مقعده ومركزه حتى لو قرأنا الفاتحة على روح البلد وشعبه ومنها الاخطر الذي يعمل بمقولة “علي وعلى اعدائي يا رب”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal