إنتشار كورونا مسؤولية الدولة والمواطن.. هل نصل الى مرحلة المفاضلة بين المرضى؟… حسناء سعادة

بنظرة سريعة لعداد كورونا اليومي منذ بداية هذا الشهر، فإن حصيلة الوفيات ترتفع تدريجياً وبسرعة قياسية نسبة لبلد صغير كلبنان، حيث تُعد ارقام الاصابات الاكبر منذ ظهور الفيروس منذ نحو سنة تقريبا على الاراضي اللبنانية، وكذلك نسبة الوفيات التي باتت مقلقة جداً فهل السبب الاستهتار ام التذاكي ام غياب الخطط الصحية الناجعة؟ وهل ارتفاع الوفيات ناتج عن عدم توفر الاسرة والاجهزة الطبية وفقدان الادوية ام التأخر بطلب المساعدة الطبية ام عدم قدرة بعض الاجسام على مواجهة الفيروس؟.

اسئلة يؤكد طبيب في احدى خلايا الازمات الصحية في لبنان في دردشة مع “سفير الشمال” ان المهم ليس السبب الذي ادى الى هذا التفشي لان الاسباب عديدة ومعروفة، ولكن الاهم اليوم هو العمل سريعا وبطرق متعددة لاحتواء الفيروس عبر الالتزام التام بالاقفال العام والاجراءات الوقائية الصارمة، مشيراً الى ان التباعد الاجتماعي يجب ان يطال حتى العائلات الصغيرة ضمن المنزل الواحد اذ هناك نسبة كبيرة من العدوى في كل عائلة وهذا ما ادى الى ارتفاع الاعداد مؤخرا ناهيك عن التفلت الذي سبق اعلان الاغلاق، كما يجب العمل على تأمين المستلزمات الطبية لمواجهة الفيروس بسرعة قياسية.

واعتبر الطبيب ان الخطوة التي تم اتخاذها من قبل المعنيين بمنع حصرية استيراد اللقاح والسماح لكل من يرغب من الشركات او القطاع الخاص بالتفاوض مع الشركات التي تنتج لقاحات الكورونا للحصول عليه خطوة جيدة لاسيما في ظل عدم ثقة المواطن اللبناني بدولته. ولكن هل ستتمكن هذه الشركات من الحصول على اللقاح في فترة مقبولة لا سيما ان الوقت داهمنا وكان يجب توقيع العقود في وقت مبكر في ظل تهافت الدول للحصول على لقاح لحماية مواطنيها فيما حكومتنا حصرت نفسها بلقاح محدد ولم تفتح ابواب التفاوص مع شركات اخرى للحصول على عدة انواع من اللقاحات التي اثبتت فعاليتها؟.

ولفت الى ان الاستهتار بعدوى كورونا كان مزدوجا ومارسه المواطن والدولة معاً ما ادى الى الوصول ليس الى النموذج الايطالي بل الى نموذج خاص بلبنان لا يشبه غيره من البلدان التي تحافظ على مواطنيها وعلى طاقمها الطبي وعلى مستشفياتها، موضحاً ان المستشفيات الحكومية تعمل فوق طاقتها والمستشفيات الخاصة التي كانت تعاني من ازمات مادية قبل كورونا بكثير تعمل ايضاً فوق قدرتها، فيما المسؤولون لا زالوا يعملون بالروتين الاداري والنكد السياسي هذا اذا اقدموا على خطوة ما، موضحاً ان اجهزة التنفس وبدل ابقائها مرمية في المدينة الرياضية كان يجب توزيعها على المستشفيات قبل استفحال الكارثة ولكن لا يجب ان ننسى ايضاً ان هناك نقصاً هائلاً في عديد الاطباء والممرضين والممرضات الاخصائيين بمعالجة هكذا حالات نتيجة الهجرة والبحث عن فرص عمل في الخارج.

ولفت الطبيب الى ان المواطن قلق وهذا طبيعي لاننا في لبنان كل يغني على طائفته او مصلحته السياسية ولا احد يهتم بليل اللبناني القارص من شدة الوجع والاهمال.

ورأى ان ازدياد اعداد الوفيات لا يطمئن ولكن لا يمكن الجزم بالاسباب فالبعض يتأخر بدخول المستشفى والبعض مناعته ضعيفة بالاضافة الى النقص في عدد الاسرة، متمنياً الا نصل الى مرحلة المفاضلة بين المرضى.

واذ جدد التأكيد ان الخطوة الاولى تبدأ ضمن العائلة التي يجب ان يحافظ افرادها على التباعد الاجتماعي وهذا امر ضروري جداً، لفت الى ان الاتكال هو ان يعطي الاقفال العام نتيجة ايجابية لناحية خفض عدد الإصابات والا سنكون عندها امام كارثة صحية لا نعرف الى اين ستودي بنا.

وختم الطبيب كلامه بالتمني على المواطنين التزام منازلهم وعدم الخروج الا للضرورة القصوى مستشهداً بالاصحاح 26 من سفر اشعيا بالعهد القديم الذي جاء فيه: “هَلُمَّ يَا شَعْبِي ادْخُلْ مَخَادِعَكَ، وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ خَلْفَكَ. اخْتَبِئْ نَحْوَ لُحَيْظَةٍ حَتَّى يَعْبُرَ الْغَضَبُ”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal