خلافات على جنس الملائكة.. الأسوأ لم يأت بعد!… حسناء سعادة

رغم ارتفاع وتيرة التحذيرات من أن الأسوأ في لبنان لم يأت بعد، الا أن القيمين على هذا البلد لا زالوا في خلاف على جنس الملائكة، فقسم يريد ″الثلث المعطل″ وآخر يريد تسمية وزرائه، ومنهم من يعترض على تقليص حصته الوزارية الى آخر يرغي ويزبد حول ضرورة صون حقوق طائفته في التركيبة الحكومية وآخر يحذر من أنه لا يسمح لاحد بأن يسمي وزراء طائفته في الحكومة التي لا يبدو أنها ستبصر النور حتى الساعة بفعل التناتش على من هو الحاكم بأمر هذا البلد.

السؤال عن مصير الحكومة يطرحه كل اللبنانيين المغلوب على أمرهم ويتطلعون الى تشكيلة قد تحد من سرعة الانحدار الى قعر الهاوية، فيما لسان حالهم يسأل من هي “ام الصبي” التي ستتنازل عن ابنها خوفا عليه؟.

حكاية ام الصبي تنطبق على وضعنا اليوم حيث ان الكل يعلن أنه خائف على البلد ويتغنى بوطنيته وحرصه على عدم زوال لبنان إنما قلة قليلة جدا تعلم أنه لو كان امير المؤمنين يعيش في أيامنا هذه لكانت الأغلبية ضحت بالصبي حفاظا على مصالحها.

ما الذي يؤخر الحكومة وهل ستنعكس إصابة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالكورونا وتأجيل الزيارة تأجيلا للتشكيل وهل في حال تشكلت الحكومة سنشهد أي تحسن للاوضاع في البلد؟

أسئلة تبقى الأجوبة عليها في علم الغيب، فلا التشكيلة ستبصر النور ولا الحكومة الجديدة مهما تضمنت من أسماء ستتمكن من العمل في بلد يحكمه الفساد وتتحكم به المحسوبيات على رأي احد المتابعين في الشأن السياسي الذي يعتبر أن نظامنا السياسي يحتاج إلى نفضة وكذلك نظامنا الاقتصادي الذي تم تحريفه ليراعي مصالح أصحاب النفوذ ويقضي على الطبقة المتوسطة التي هي عصب حياة كل مجتمع، لافتا إلى أن الوضع بات لا يحتمل حيث تضاعفت معدلات الفقر وباتت نسبة من يعيش تحت خط الفقر واسعة جدا، في حين لا تزال المعالجات مبتورة، متهكماً على خطة المساعدة المالية للاكثر عوزاً، معتبراً أن الكل بات معوز ويحتاج إلى دعم مالي، لافتاً إلى ضرورة إعطاء المودعين أموالهم من المصارف بدل من استخدامها في الدعم، متسائلاً لماذا على الذين أنتجوا وتعبوا وكدوا في حياتهم تقاسم أموالهم مع المصارف أو حتى مع الدولة؟.

وإذ أشار إلى أنه من المعيب تصنيف الناس “فالكل بات معوزاً في ظل الظروف الراهنة اذ خسر عشرات الآف مدخراتهم ومثل هذا العدد من الناس خسروا وظائفهم ومن لا يزال يعمل لا يكفيه الراتب أو نصف الراتب الذي يتقاضاه لشراء المستلزمات الضرورية فكيف سيستمر هذا المواطن والى متى بإمكانه الصمود؟، الله وحده يعلم، في ظل غياب الوعي والخطط الناجعة لدى القيمين على هذا البلد الذي رغم ما مر به من مآسي وويلات لم تصل به الأمور إلى هذا الدرك من الانحطاط السياسي”.


مواضيع ذات صلة:

  1. رسالة من مواطنة لبنانية الى رئيس الجمهورية… حسناء سعادة

  2. زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة

  3. كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal