أهل السلطة يغنون على ليلاهم… لماذا لا يدعم الثوار مواقف أديب؟… عزام .غ. ريفي

تكاد الأزمة الاقتصادية تطيح بلبنان، بعدما شلت أطرافه، وأفقرت شعبه، وأدخلته في نفق مظلم، بات الخروج منه شبه مستحيل، الا بمعجزة ربانية على شكل دعم دولي، مشروط بتطبيق الإصلاحات المطلوبة، وبتخلي أهل السلطة عن مصالحهم الشخصية، والعمل على تسهيل مهمة الرئيس المكلف مصطفى أديب الذي يحمل معه بصيص أمل محصن بالمبادرة الفرنسية، يفضي الى تشكيل حكومة تعيد الروح للبنان، وتحوز على رضى شعبٍ أصبح لا يفكر الا بترك البلد والهجرة من دون رجعة.

العجيب في الأمر، وخصوصاً بعد فاجعة انفجار مرفأ بيروت وما نتج عنه، وفي ظل المساعي الفرنسية المبذولة لانتشال لبنان من المستنقع الذي يعوم فيه، والتهديدات الأميركية بفرض أقسى العقوبات، أن أهل السلطة ما يزالون يغنون على ليلاهم، ويسعون وراء محاصصة هنا، وميثاقية هناك، محاولين السيطرة على أكبر عدد ممكن من الحقائب الوزارية، غير آبهين بمصلحة الوطن، التي تقضي بضرورة تشكيل حكومة انقاذية بأسرع وقت ممكن، لأن كل تأخير في الملف الحكومي يحمل أضرارا وعواقب وخيمة على لبنان.

لا يمكن لأحد انكار المجهود الجبار والفردي الذي يقوم به الرئيس المكلف، لتشكيل حكومة من فريق عمل منسجم واختصاصيين بعيدة كل البعد عن الأحزاب، وقريبة من الشارع تحاكي وجع كل مواطن لبناني، ولكن يبقى السؤال هو: أين هم الثوار اليوم؟ ولماذا لا يقفون خلف مساعي الرئيس المكلف، وهو أظهر أكثر من مرة نيته للاعتذار عن تشكيل الحكومة بسبب العراقيل التي يواجهها وأبرزها عقدة المالية، موضحاً بأنه جاء لتنفيذ مهمة انقاذية؟.

لماذا لا يتحرك الثوار على صعيد دعم وتثبيت مواقف الرئيس المكلف من مبدأ المداورة في الحقائب الى تشكيل حكومة مصغرة، من أخصائيين بعيدة عن التكتلات الحزبية؟. ثم ماذا تريد الثورة؟ وما هو هدفها؟ هل هدفها الانقاذ؟، أم هدفها أيضا تحقيق بعض المكاسب؟. أم هدفها تخريبي يتمثل بشل البلد بالاعتراضات وأعمال الشغب، وقطع الطرقات، والمواجهات مع القوى الأمنية من دون أن يكون لديها أي خطة اصلاحية تطبق على أرض الواقع بعيدة عن الأوهام التي يبدو أنها باتت تتحكم بها؟.

عدم تعاون معرقلي تشكيل الحكومة، وبالتالي اعتذار مصطفى أديب، وعدم تحرك الشارع للوقوف الى جانبه، وانتهاء المبادرة الفرنسية، كل ذلك من شأنه أن يدخل لبنان في أصعب مرحلة في تاريخه، فاما العمل على إنجاح المبادرة الفرنسية بتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والتخلي عن فكرة السيطرة على الحقائب الوزارية، والقيام بالإصلاحات اللازمة لفتح “حنفية” المساعدات الدولية، أو الخراب الكارثي، ودخول لبنان في المجهول.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

  2. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal