هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

يتفاوت عداد الاصابات بفيروس كورونا بين يوم وآخر.

تارة يزداد خمسة وتارة أخرى عشرة وصولا الى خمسين إصابة يوم أمس، لكن ما يدعو الى الاستغراب أن هذه الأرقام لا ترتفع بهذه الشكل إلا حين يقرر المواطنون اللبنانيون إستئناف تحركاتهم والعودة الى الشارع للوقوف في وجه السلطة الحاكمة.

لا أحد يعلم شيئا عن المصابين بكورونا، كما لا يعلم أحد شيئا عن 731 شخصا أعلن عن شفائهم، أو كيفية حصول ذلك، وهل تعافوا بشكل كامل؟ وكيف كانت تجربتهم مع الفيروس؟ إضافة الى وفاة 27 شخصا كانوا مصابين بالفيروس، أيضاً لا أحد يعلم شيئا عنهم، وهل فعلاً قتلهم كورونا؟ وكيف دفنوا وأين؟..

هذا الغموض السائد حول فيروس كورونا في العالم وخصوصاً في لبنان، يؤدي الى تشكيك كبير لدى الرأي العام اللبناني في مصداقية الأرقام التي تصدرها كل يوم وزارة الصحة، ما يطرح تساؤلات عدة أولها، هل لفيروس كورونا وجود من الأساس؟ وهل الأرقام الصادرة من قبل وزارة الصحة صحيحة؟ أم هذه الأرقام ليست سوى أداة لتخويف الناس واجبارهم على المكوث في منازلهم في محاولة من الدولة لاطفاء فتيل الثورة بحجة كورونا، وبالتالي الحفاظ على الحكومة الحالية؟.

اللافت أنه كلما قرر الشعب اللبناني النزول الى الشارع لإحياء ثورة 17 تشرين من جديد، وللتعبير عن غضبه مما يعانيه من فقر وبطالة وغلاء معيشة ومصادرة أموال وارتفاع في سعر الدولار، تعود أرقام كورونا الى الازدياد بشكل جنوني، وفي الوقت الذي يستعد فيه اللبنانيون لتنظيم تظاهرة شعبية حاشدة يوم غد السبت في ساحة الشهداء في بيروت، أطلت وزارة الصحة عليهم بالإعلان عن إرتفاع عدد المصابين بكورونا حيث أعطت رقما قياسيا لم يسجل حتى في عز إنتشار الوباء، فهل الأمر صدفة؟، أم أن كورونا تحول لدى الدولة الى “غب الطلب”؟، من أجل التهويل على المواطنين وقيام رئيس الحكومة بتحديد شروط التظاهر لهم؟.

واللافت أيضا، أنه على أرض الواقع المشهد يختلف كلياً، حيث لا يوجد أي إلتزام بقرارات الدولة المتعلقة بالتعبئة العامة، أو منع التجول بعد السابعة مساء، أو بقانون سير المفرد والمجوز، أو ارتداء الكمامة للوقاية، هذا بالإضافة الى شبه انعدام تواجد القوى الأمنية على الطراقات لحث المواطنين واجبارهم على تطبيق قوانين الوقاية، حيث يبدو المشهد اليومي أكثر من عادي نهاراً وليلاً.

ويضاف الى ذلك، القرار الغريب والعجيب للدولة القاضي بمتابعة اجراءات فتح البلد في الوقت الذي مازال في عدد الإصابات بالفيروس في ازدياد مستمر، الأمر الذي يثير غضب وحيرة فئة كبيرة من اللبنانيين، الذين يرون أن قرار تخفيف التعبئة بعيد كل البعد عن المنطق، وعن واقع الفيروس الذي يجتاح مناطق جديدة، ما يشير الى تخبط حكومي كبير الى حدود الانفصام، ففي حال كانت الأرقام الصادرة من قبل وزارة الصحة صحيحة، فلماذا تتابع الدولة إجراءات فتح البلد؟ وكيف تدعو لإعادة فتح المحلات التجارية، والمؤسسات، والتحضير للعودة الى الحياة الطبيعية، وعدد المصابين بكورونا يزداد كل يوم؟. أسئلة ينتظر اللبنانيون الاجابة عليها وهي برسم المعنيين..


مواضيع ذات صلة:

  1. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  2. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس تصرخ وجعاً… والخيار بين الكورونا أو الجوع!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal