ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

قد تكون ثورة 17 تشرين الأول وكل ما أتى من بعدها وما حققته من نتائج وما لم تحققه بعد، والتي تعد وساما على صدر كل مواطن لبناني حر يطمح بالعيش الكريم، نقطة صغيرة في التسونامي المدمرة التي سوف تحملها الأيام المقبلة.

المواطن اللبناني اليوم، فقير، جائع، خائف، قلق، عاطل عن العمل، مجهول المستقبل، أمواله مصادرة من قبل البنوك، يواجه غلاء كسر كل الأرقام، ويرزح تحت سعر الدولار الذي تخطى عتبة الـ 3000 ليرة لبنانية ووصل الى معدلات لم يشهدها من قبل في تاريخ الدولة اللبنانية، وبالإضافة الى كل ذلك، فهو يعيش أيضاً تحت تهديد فيروس كورونا القاتل والسريع الإنتشار والذي سيطر على العالم أجمع، وبالمقابل وفي كوكب يبعد عن الأرض آلاف السنوات الضوئية تتواجد الدولة اللبنانية، العاجزة كل العجز عن ايجاد أي حل، فتغيب عنها الرؤية، وتعيش حالة من التخبط يفقدها إنتاجيتها.

هذا الأمر يطرح عدة تساؤلات وعلى رأسها السؤال الشهير الذي يردده كل مواطن لبناني “وينية الدولة؟”، أين هي الدولة اللبنانية من ارتفاع أسعار المواد الغذائية؟ أين هي الدولة اللبنانية وحكومة الأختصاصيين من تخطي الدولار عتبة 3000 ليرة؟ أين هي الدولة اللبنانية من شعب يعيش أكثر من نصفه تحت خط الفقر؟ أين هي الدولة اللبنانية من شبابها الذين يعانون من البطالة، ويفضلون الهجرة على العيش في وطنهم؟ أين هي الدولة من الذل اليومي الذي يعيشه اللبناني؟ في حين تؤكد كل المعطيات أن الدولة إما غائبة أو عاجزة وفي كلا الحالتين فلا حاجة لشعب في العالم الى دولة من هذا النوع.

يمكن القول إن الأيام المقبلة قد تحمل الكثير من الأحداث والتطورات الدراماتيكية، خصوصا مع عودة بعض الثوار في العديد من المناطق اللبنانية وخصوصاً في طرابلس الى الشوارع والساحات، فالشعب الفاقد للأمل لا يخشى الكورونا ولا غيره، فالموت من مرض رباني أهون عليه من الموت جوعا وسط تقصير دولة يبدو حتى الآن أنها لا تعرف مسؤوليتها، وعندما تقود السلطة شعبها إلى الفقر، القهر، والحرمان، فيصبح الغضب هو الحل الوحيد، والعصيان حق من حقوقه، بل يصبح الأمر واجبا وطنيا على كل مواطن، ويتحول الكورونا من وباء عالمي الى مجرد مرض تافه، وتصبح ثورة 17 تشرين الأول مجرد نقطة صغيرة جداً في التسونامي المقبلة.


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي

  2. طرابلس تصرخ وجعاً… والخيار بين الكورونا أو الجوع!… عزام غ ريفي

  3. هل انتهى الموسم الرياضي في لبنان؟.. عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal