أميركا تريد إسقاط نتنياهو وإنتصار إسرائيل.. والمنطقة أمام إتجاهين مفصليين!… غسان ريفي

تسعى الولايات المتحدة الأميركية الى إحتواء تداعيات المذبحة الشنيعة التي إرتكبها العدو الاسرائيلي في مستشفى المعمداني، بهدف عدم إستغلالها في الدفع للتخفيف من حدة العدوان الصهيوني على غزة، وقد تولى رئيسها جو بايدن تبرئة إسرائيل منها، ورميها في ملعب مجموعة إرهابية، ما جعله عرضة لسخرية بعض الاعلام، خصوصا أن العدو هدد المستشفى المعمداني علناً وقام بقصفها، ثم هدد مستشفى شهداء الأقصى لكن هول الجريمة الأولى والعدد الهائل من الشهداء حال دون قصفها.

وبحسب الخبراء العسكريين فإن الصاروخ الذي قصفت فيه إسرائيل المستشفى المعمداني هو من طراز MK85 أميركي الصنع، وبالتالي فإذا كانت مجموعة إرهابية تمتلكه وإستخدمته، فهذا يعني أن أميركا تسلح المجموعات الارهابية في فلسطين وتدعم عملياتها، ما يجعل كلام الرئيس بايدن بعيد عن المسؤولية ومن دون طائل ويهدف فقط تأمين حماية وهمية لإسرائيل.

وفي الوقت الذي لم تشكل فيه المذبحة المعمدانية نقطة تحول حتى الآن، يمكن الدخول منها الى آليات تفرض الحلول السلمية، فإن إسرائيل ماضية في وحشيتها وهمجيتها، ما يدفع الأمور نحو إتجاهين، الأول إدراك إسرائيل ومن يقف خلفها بأن إحداث أي تغيير إستراتيجي في معادلة غزة هو خط أحمر ولا يمكن أن يمر، وستكون تكاليفه باهظة على إسرائيل وأميركا على حد سواء، وبالتالي إمكانية الوصول الى تفاهمات تفضي الى حلول سلمية، خصوصا في ظل غياب أي أفق للعدوان الصهيوني على غزة.

وحصول ذلك، سيشكل بداية النهاية لاسرائيل، خصوصا بعد الزلزال العسكري الذي لحق بها في 7 تشرين الأول، وفشلها على مدار أيام عدة في تحقيق أي إنجاز عسكري ميداني يُضعف من قدرات المقاومة الفلسطينية ويفقدها أرواقها، ما يعني هزيمة إسرائيل، وهذا ما يخشاه العدو ولا يقبل به الأميركي الذي من الواضح أنه يريد إسقاط نتنياهو وإنتصار إسرائيل، من أجل تحميل نتنياهو والمجموعة التي تعمل معه مسؤولية المجازر التي إرتكبت والجرائم ضد الانسانية وإخضاعه للجان تحقيق دولية وصولا الى إنهائه سياسيا خصوصا أن أميركا مقتنعة بأن وجود نتنياهو على رأس السلطة سيضاعف من تمدد اليمين المتطرف الذي لا تنفع معه التسويات التي تحتاجها لاقناع حلفائها العرب بالاستمرار في محادثات التطبيع وإحداث تقدم فيها.

أما الاتجاه الثاني فهو إستمرار الجنون الاسرائيلي والذهاب الى الصدام وهو الاتجاه الأرجح، والاستعاضة عن المفاوضات السلمية بمفاوضات الميدان بالحديد والنار والدماء، والتي لا يمكن أن تتحملها إسرائيل في حال تحركت جبهات محور المقاومة ضدها، لذلك فقد حرص الأميركي على المجيء الى المنطقة رئاسيا وسياسيا وعسكريا، وعلى حضور إجتماعات حكومة الحرب المصغرة على مستوى وزير الخارجية ووزير الدفاع الأميركيين وذلك من أجل تشكيل رافعة لاسرائيل إدراكا بما تعانيه من إرباك وخوف يضعانها في مأزق كبير سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي، لكن هذه الرافعة الأميركية سبق وخبرها كثيرون في العراق وفي أفغانستان وفي كثير من المناطق وما أنتجته من فوضى أفقية رفعت من منسوب التوترات على مختلف الصعد.

من المعلوم، أن أميركا قادرة على إدارة الحرب، لكنها لا تعرف كيف تتعامل مع الفوضى، في حين أن محور المقاومة هو بلا شك الأقدر على إدارة الصراع وإدارة كا مفاعيل هذه الفوضى، فهل تسقط أميركا في مستنقع الشرق الأوسط؟، خصوصا أن أحدا لا يعلم ماذا يخبئ محور المقاومة لهذه المرحلة، فضلا عن أن المقاومة الفلسطينية التي نفذت عملية طوفان الأقصى بهذه الحرفية لا شك في أنها أعدت العدة للسيناريوهات المقبلة من إجتياح بري أو فوضى عارمة، خصوصا أن هناك إدراك حقيقي من الجميع بأن سقوط غزة يعني سقوط القضية الفلسطينية وسقوط المحور بأكمله، وبالتالي فإن الرد على تلك المحاولات سيكون عنيفا، وستُضرب أميركا أينما وجدت، وستُقصف إسرائيل من كل الجبهات، وقد بدأت بعض الرسائل المشفرة تصل الى أميركا من كردستان ومن العراق، في إشارة الى أنه لن يكون هناك في المنطقة من هو قادر على حماية مصالحها.

كذلك، في حال تطورت المعركة وأمعن الاسرائيلي بغطاء أميركي في إرتكاب المجازر على غرار المستشفى المعمداني، فمن يوقف الشعب العربي الذي أعادت له عملية 7 تشرين الأول بعضا من الكرامة والعنفوان وصححت إتجاه بوصلته نحو فلسطين؟، ومن يضمن تحركاته في حال خرج بالملايين كما حصل أمس الأول؟، ومن يضمن بقاء الأنظمة الحليفة لأميركا في المنطقة؟، وهذا سؤال ربما يكون مبالغ فيه لكنه وارد وإن بنسبة قليلة، خصوصا أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية يُشعل الغضب في نفوس الشعب العربي التواق لمعركة الشرف والكرامة، والذي لن يكون أحد قادرا على إستشراف ردات فعله خصوصا بعد عملية طوفان القدس التي قد تنتج طوفانا عربيا هادرا من شأنه أن يبدل الكثير من المعادلات.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal