كسر قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني!… غسان ريفي

بالمقارنة مع الأيام الأولى من عملية طوفان الأقصى على صعيد جبهة الجنوب اللبناني، لم يعد من الممكن اليوم الحديث عن الإلتزام بقواعد الاشتباك التي كسرتها المقاومة الاسلامية في لبنان بمواجهاتها المفتوحة مع العدو الاسرائيلي على طول مئة كيلومتر من الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الرد المباشر على عدوانه المستمر، وإلحاق الاصابات الدقيقة بمراكزه وآلياته وجنوده.

مع إنطلاق طوفان الأقصى يوم السبت في 7 تشرين الأول، وجهت المقاومة الاسلامية في اليوم التالي تحية صباحية الى المقاومين الفلسطينيين من جنوب لبنان، بإستهداف مواقع إسرائيلية ضمن الأراضي اللبنانية المحتلة، وذلك في تأكيد بأن المقاومة لا تسعى الى إرباك أو مشاغلة العدو، بقدر ما هي معنية بشكل مباشر بالحرب الدائرة في غزة إنطلاقا من إلتزامها بقضية فلسطين.

ولا شك في أن تصاعد وتيرة المواجهات على الحدود يوما بعد يوم وسقوط عدد من الشهداء للمقاومة (خمسة منهم إرتقوا يوم أمس)، يؤكد أن حزب الله يشارك في هذه الحرب، ويصعّد في رده على عدوان قوات الاحتلال بقصف مراكز عسكرية وآليات إسرائيلية وتجمعات للجنود الصهاينة، وضرب البنية الفنية للعدو باستهداف التقنيات التكنولوجية من كاميرات مراقبة وأجهزة إستشعار وتنصت، وذلك بهدف تعطيل قدرته على إستكشاف المنطقة الحدودية ما يضطره الى إرسال المسيرات الاستطلاعية على مدار الساعة، كما يصدر الحزب بيانات متلاحقة حول العمليات التي يقوم بها وحول الشهداء الذين يسقطون له، حيث نفذ أمس ست عمليات ردا على القصف الاسرائيلي العنيف للبلدات الحدودية وحقق إصابات مادية وبشرية إسرائيلية.

يمكن القول، إن حزب الله لن يترك غزة وحيدة، وهو مستمر في الرد القوي على إستهداف العدو الاسرائيلي للبلدات اللبنانية، والذي إضطر الى حشد قواته على الحدود، حيث تشير المعلومات الى وجود نصف الفيلق الشمالي لجيش الاحتلال في مزارع شبعا وثلاث فرق عسكرية أخرى، فضلا عن إخلائه المستوطنات، وتفعيله القبة الحديدية لصدّ هجمات المقاومة التي تمتلك وحدها قرار توسيع نطاق عملياتها، وهي التي تقدر حجم الرد وقوته ومساحته والأسلحة المستخدمة فيه، بما يخدم ظروف المعركة ويلحق الاصابات بصفوف العدو ويعزز من توازن الرعب وقوة الردع.

يبدو أن العمليات العسكرية سوف تتصاعد يوما بعد يوم في الجنوب اللبناني الذي بات جزءاً من طوفان الأقصى ضد العدو الاسرائيلي الذي يرتكب المجازر اليومية في غزة ويجسّد أسوأ صور جرائم الحرب والممارسات اللا إنسانية، ولا يتوانى عن إستهداف المدنيين والصحافيين في البلدات الحدودية التي تشهد أيضا عمليات تسلل لمقاتلين من فصائل المقاومة الفلسطينية وقد سقط منهم أمس أربعة شهداء.

في غضون ذلك، تحوّل لبنان الى محطة دبلوماسية غربية وإقليمية حيث تحرص بعض الدول على إرسال مبعوثيها لحث قياداته على ضرورة البقاء خارج الحرب الدائرة في غزة، وعدم تعريض البلاد للمخاطر، ما يدل على المخاوف التي تقض مضاجع العدو الاسرائيلي من إمكانية توسع رقعة الحرب مع المقاومة الاسلامية في لبنان وبالتالي اللجوء الى الدول الحليفة للحؤول دون ذلك، في حين أن ما يمنع من تطور المواجهات العسكرية جنوبا هو فقط وقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات عندها يمكن العودة الى قواعد الاشتباك التي باتت اليوم من الماضي.

 

 


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal