صندوق الزكاة في عكار خطوة جدية للعمل المؤسساتي الشفاف… نجلة حمود

يخطو صندوق الزكاة في عكار خطواته الأولى نحو العمل المؤسساتي المنظم في محاولة للارتقاء بالعمل الانساني والاجتماعي الى أعلى مستوى من الشفافية والوضوح. ولذلك تم القيام بورشة شاملة بهدف المكننة، كما أعلن عن الرغبة باعتماد “باحث اجتماعي متطوع” من جميع البلدات والقرى العكارية من أجل القيام بالبحث الميداني للحالات الواجب إستهدافها وفقا للأنظمة والمعايير المختصة.
لا يخفي رئيس صندوق الزكاة في عكار أسامة الزعبي الصعوبات التي تعترض تحقيق الأهداف، خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي والذي ترافق مع الانهيار الاستشفائي وتحول السواد الأعظم من العكاريين الى فقراء معدومين.
كثيرة، هي المشاريع التي نسعى لتحقيقها في عكار والتي من شأنها أن ترتقي بصندوق الزكاة الى مصاف المؤسسات الريادية المتألقة التي تقف الى جانب الأهالي في ظل الظروف الصعبة التي نشهدها. ولكن قبل كل شيء نحن نسعى لمأسسة العمل وتشكيل داتا علمية عبر بناء قاعدة معلومات دقيقة يستطيع الصندوق من خلالها توجيه موارده بشكل صحيح، كما نسعى لتكوين داتا عن مختلف بلدات المحافظة لمعرفة الاحتياجات وتحديد الفئات المستهدفة وتصنيفها بحسب نوعها وأولوياتها من مالية، وإستشفائية، وتربوية…، يشدد الزعبي على أن تكوين داتا هي الأساس في أي عمل، ومن شأنه أن يعطي ثقة وشفافية للمتبرعين والجهات المانحة التي تعمل على مساندتنا.
يكشف الزعبي عن مدى الضغط الهائل على الصندوق نتيجة تفاقم الأزمات، “نحن نعجز عن تلبية جميع الاحتياجات ولكن بالتأكيد لا يمكننا أن نغلق الباب بوجه أحد، لذلك نعتمد مبدأ المساندة بقدر المستطاع”، مؤكدا أن أبرز التحديات هي التحدي الاستشفائي وأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية الذين تخلت عنهم المؤسسات الضامنة، إضافة الى فقدان غالبية الأدوية والعلاجات من وزارة الصحة.
أما في ما يتعلق بموازنة الصندوق، يقول الزعبي عند سؤاله عن مصادر الدخل والتمويل أن “لا موازنة محددة للصندوق الذي يعتمد بشكل رئيسي على المتبرعين من رجال الأعمال والمتمولين، والمحسنين، لافتا الى أن التبرعات الأساسية تكون في شهر رمضان المبارك وبالفعل تمكنا هذا العام من تأمين رقم هام خلال الافطار الخيري السنوي للصندوق، ولكن الحاجات تتزايد وهي أكبر بكثير من قدرتنا”.
يعدد الزعبي المشاريع التي تم العمل عليها وتلك التي نطمح لانجازها ومنها، برنامج دعم مرضى غسيل الكلى من خلال تقديم مساعدة نقدية، برنامج مساعدة الطلاب المتعثرين في الخارج بسبب الدولار الطلابي. أما أبرز الأهداف التي يتم العمل عليها هو التمكن من إنشاء مركز صحي للرعاية الأولوية في عكار، للتخفيف من معاناة العلاج على الأهالي والتخفيف من الأعباء المالية على الصندوق، ما يشكل متنفسا للأهالي وملجأ لهم في ظل الظروف الصعبة.
يشدد الزعبي على “أننا نسعى لاعتماد اللامركزية في عملية توزيع المساعدات، ونحاول إستهداف الفئات البعيدة في مختلف بلدات عكار، بدل حصرها في البلدات القريبة من الصندوق، فنسعى لنشمل جميع المحتاجين أينما وجدوا من دون تكبيدهم عناء الانتقال الى حلبا مركز المحافظة”، لافتا الى “أهمية التنسيق مع مختلف الجمعيات العاملة في المجالين الانساني والاغاثي بهدف توزيع المساعدات في عكار بشكل واضح من دون تضارب، وإستهداف غير المستفيدين، كما نعمل للتواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على داتا بأسماء المستفيدين ما من شأنه عدم تركيز المساعدات لدى فئات محددة بل شموليتها وتوزيعها بشكل عادل”.
أنشئ “صندوق الزكاة في عكار ــ دار الفتوى بقرار صادر عن رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى المفتي محمد رشيد قباني في العام 2007، وتعاقب على تولي رئاسته كل من المحامي محمد المراد، ثم الشيخ عبد القادر الزعبي، وعمار الرشيد.
تعمل اللجنة باشراف ومتابعة من مفتي عكار حيث من المفترض أن تقدم تقريرا كل ستة أشهر عن أعمالها والأموال التي دخلت صندوقها، كما من المفترض أن يتم مناقشة الخطط التي يضعها الصندوق مع المفتي كما تسلم نسخة عن المشاريع والموازنة الى المدير العام لصندوق الزكاة في لبنان. ومع إنتخاب المفتي زيد زكريا لمحافظة عكار بعد شغور دام أربع سنوات، أعطى حضوره وإهتمامه زخما للعمل ولانتظام عمل المؤسسات الدينية والذي من المفترض أن يترجم عمليا بالشروع وإنجاز العديد من المشاريع الملحة التي يطمح لها العكاريون، خصوصا في ظل التوافق والانسجام مع رئيس صندوق الزكاة والثقة التي يحظى بها من قبل الجهاز الديني وفاعليات عكار.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal