فصل هزلي جديد شهدته القاعة العامة لمجلس النواب امس، فشل في تحقيق المرجو منه، لتدخل البلاد اسبوعا جديدا من الشغور الرئاسي. فيما المطلوب اليوم وبإلحاح تحديد الهويتين السياسية والاقتصادية اللتين ستبنى على اساسهما مداميك لبنان الجديد.
ولم تسجل جلسة الامس النيابية أي جديد. بل كانت امتدادا للسجالات المفتعلة من قبل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل مع الرئيس نبيه بري حول مسألة النصاب القانوني لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية، معطوفة على مداخلات من نواب التغيير وآخرين حول تفسير الدستور.
اما في السياسة، فقد بات شبه واضح ان رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه هو الأكثر ادراكاً لما هو مطروح على لبنان سياسياً واقتصادياً. لا سيما بعد ان اعلن في الخامس من تشرين الثاني الجاري التزامه بتطبيق اتفاق الطائف. وفرنجيه صاحب العلاقة المميزة مع المملكة العربية السعودية منذ أيام جده الراحل الرئيس سليمان فرنجيه، يدرك جيداً ان لبنان لا يمكنه العيش من دون محيطه العربي. ما يؤمن بحسب المصادر ارتياحاً لدى الاشقاء العرب لا سيما السعوديين منهم في حال وصل الى سدة الرئاسة.
اضف الى ان حليف رئيس المرده الأساسي والاستراتيجي أي حزب الله متمسك بدوره باتفاق الطائف لاسباب عدة ابرزها ضمان مشاركته في الحياة السياسية بشكل عادل.
اما اقتصادياً، فمن الضروري ملاحظة ان أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي ان حصل لن يصل الى نتائجه المرجوة من دون ضمانات عربية. فالاموال التي سيمنحها الصندوق للدولة لتنهض من كبوتها، أولى شروطها تحقيق الإصلاحات وجذب الاستثمارات. وعليه بات لزاماً إعادة تفعيل علاقات لبنان بمحيطه العربي تحقيقاً لهذه الغاية. ناهيك عن ان الرؤية الاقتصادية للبنان الجديد يجب ان يحملها معه رئيس الجمهورية العتيد كأساس لبرنامج عمله في السنوات الست المقبلة.
اذاً، في الأساس وقبل كل شيء، يبقى التمسك بالعيش المشترك بوصفه ضمانة وطنية وعربية ورسولية اكد عليها السينودس هو الأهم في إعادة اعمار لبنان. الامر الذي يستطيع سليمان فرنجيه بناء على علاقته التاريخية مع العمق السني من الشمال حتى العرقوب وما بينهما من علاقة وطيدة مع حزب الله والرئيس نبيه بري تحقيقه. فهل يدرك الافرقاء أهمية ميزات فرنجيه الجامعة وينتخبونه رئيساً ام انهم سيضيّعون فرصة النهوض بالبلد بالنكايات السياسية؟..
Related Posts