الوضع الى مزيد من التدهور.. عكار نحو الأمن الذاتي؟!… أحمد الحسن

تشتد الأزمات على المواطنين في عكار حيث يشعرون أنهم متروكين لمصيرهم وسط غياب تام للدولة اللبنانية بأجهزتها الامنية والسياسية الممثلة بنوابها السبعة الفاعلين فقط في صف الكلمات المؤثرة والوعود عند اصدار بيانات المواساة بمصائب العكاريين من دون تحريك ساكن والعمل على حل الازمات التي تنذر بمستقبل أمني خطير.

رغم الازمات المعيشية والأمنية (سرقة، اشكالات، قتل، وسلب..) والتي تتفاقم بشكل كبير تأخذ أزمة المحروقات الشق الأكبر من إهتمامات المواطنين كونها شريان الحياة فمن دونها لا كهرباء ولا وسائل نقل لا مقومات حياة.

لاشك في أن ازمة المحروقات هي عامة على كل الاراضي اللبنانية الا ان ما يحصل في الشمال خطير لجهة طوابير الذل والاشكالات المتنقلة التي تحولت أمس الى فاجعة حيث قتل الشابين حسين جابر وعلاء احمد في البداوي ومحمد عبيد في بخعون – الضنية.

أما في عكار فأزمة المحروقات تتفاقم نتيجة عدم وصولها الى الكثير من القرى والبلدات جراء قطع الطرقات الرئيسية في البداوي والمنية والمحمرة حيث يقوم المحتجون بالاعتداء على الصهاريج وافراغها وتوزيعها، وبالرغم من الصرخات والدعوات التي أطلقت من قبل الاهالي ورؤساء اتحادات بلديات وفاعليات لتدخل الجيش والقوى الامنية لمواكبة الصهاريج لم يكن هناك تجاوب، وبالرغم من رفع كل الأغطية عن قطاع الطرق لم يتم التوقف عن اعتراض الصهاريج ما دفع بكثيرين الى الشك بان هنالك جهات سياسية تدعم هذه التحركات والاعتداءات.

تشير المعلومات التي حصلت عليها سفير الشمال″، أن ثمة إستعدادات تسير على قدم وساق للبدء بالأمن الذاتي في بعض مناطق عكار، حيث اتخذت قرارات تقضي  بتأمين وصول الصهاريج الى عدد من البلدات بمواكبة من قبل بعض الشبان، كما يجري بحث جدي في تسليح هؤلاء الشبان لمرافقة الصهاريج ومنع اي محتج من مصادرة المازوت والبنزين، الأمر الذي  قد يرتب نتائج خطيرة في حال حصل اشكال بين قطّاع الطرق والاهالي المرافقين للصهاريج، ما دفع المعنيين الى حث قيادة الجيش للتدخل السريع قبل وقوع اي اشكال قد يوقع قتلى وجرحى.

وفي السياق نفسه بدأت بعض القرى في عكار بالسير نحو الادارة الذاتية أيضا وسط غياب لأجهزة الدولة، حيث تتخذ تدابير تحد من الاشكالات الدامية التي تحصل.

ففي بلدة فنيدق، وبعد اللقاء الذي عُقد في البلدية فنيدق وجمع ممثلين عن البلدية وجمعيات وناشطين من المجتمع المدني وممثلي محطات المحروقات، انبثقت لجنة عن اللقاء تمثلت فيها البلدية بشخص رئيسها وممثلين عن المحطات وناشطين، وقد خلص المجتمعون الى الخطة التالية:

أولا: وضع حاجز اسمنتي عند كل محطة حتى تنتهي الازمة وتشرف الشرطة البلدية على تنظيم السير عند مدخلها وداخلها وخارجها.

ثانيا: منع تعبئة الغالونات والموتسيكلات منعا باتا.

ثالثا: يحدد الحد الاقصى لتعبئة السيارة بقيمة 100 الف ليرة للجميع ويمنع تجاوز هذا الرقم.

رابعا: يقوم الشرطي البلدي المولج بتأمين السير على مدخل المحطة تسجيل اسم ورقم كل سيارة لعدم تكرار تعبئتها.

خامسا: محاولة تعبئة المحطتين (نوح البعريني وزكريا) في نفس الوقت.

سادسا: التعبئة على محطة زكريا تكون من جهة الثانوية لتخفيف الضغط من داخل البلدة.

سابعا: تنظيم حرم المحطة وداخلها يكون من مسؤولية اصحاب المحطة وعليهم منع التجمعات الا للعاملين فقط في المحطة ومحاسب وشخص اخر يستلم فرد التعبئة..

ثامنا: على اصحاب المحطات ان لا يبلغوا بموعد وصول المحروقات حتى لا يكون هناك تجمعات على الطريق كما على الشرطة البلدية منع اي نوع من انواع التجمع قبل التعبئة.

تاسعا: تتشكل لجنة من البلدية تعمل على مراقبة تنفيذ الخطة وتحميل المسؤولية لاي مخل بالامن وبالتالي التسبب في حرمان البلدة من هذه المادة الأساسية.

إن بلدية فنيدق كما اصحاب المحطات واللجنة المنبثقة لدراسة مشكلة المحروقات في البلدة يتمنون على الأهل في فنيدق التحلي بأعلى درجات المسؤولية والإنضباط والإلتزام بالخطة التي صدرت عنهم ويحذرون من مغبة خرقها لأن هذه الخطة ستكون طلقة النجاة الأخيرة لتشغيل المحطات في البلدة. والا فإنها ستتضطر الى الاقفال التام وسيعاني الجميع من مغبة هذا الحدث كما عانوا طيلة أكثر من شهر.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal