نواب عكار يتحركون انتخابيا.. هل من تغيير؟… أحمد الحسن

لا يختلف اثنان على ان الفقر والحرمان يزنران محافظة عكار منذ ما قبل الازمة الاقتصادية التي تضرب لبنان وهي الاشد في تاريخ البلاد الحديث، حيث لا يتذكر النواب والمسؤولون فيها المواطنين سوى في وقت الاستحقاقات لاسيما النيابية منها ليبيعوهم الاوهام بالوعود الزائفة التي ينتهي مفعولها بعد الانتخابات.

من يدخل محافظة عكار زائرا او ساكنا أو مقيما يكتشف بنفسه الغياب الفاضح للدولة، حيث الفوضى تملأ الطرقات بدءً من الاعمال غير المنظمة والتأخير في التنفيذ، مرورا بالحفر المنتشرة في كل مكان خصوصا على الاوتوستراد الدولي، وصولا الى المخالفات التي تستشري مع غياب شبه تام للاجهزة الامنية والبلدية، اضافة الى الامور اللوجستية والخدماتية شبه المفقودة مع الكثير من الخدمات الانمائية التي لطالما إنتظرها العكاريون وسمعوا وعودا بها عند كل انتخابات.

حوالي عشرة أشهر تفصل عكار عن موعد الانتخابات النيابية في ايار 2022، لكن  التحضيرات لها يبدو أنها بدأت باكرا، فبعد ان كان الحديث عن الانتخابات يجري همسا، اصبح اليوم في العلن مع الحديث عن استقالات من المجلس النيابي في حال فشلت مبادرات تشكيل الحكومة.

في ظل هذا الواقع بدأ المواطنون يشهدون على حركة شبه يومية للنواب الذين كانوا في حالة غياب عن السمع، طيلة الفترة الماضية الحبلى بالأزمات، حيث فتحوا ابواب منازلهم ومكاتبهم للاستقبالات الشعبية، وباشروا بتلبية الدعوات ونشطوا في عقد الاجتماعات مع الكوادر بهدف إطلاق حملات الترويج الانتخابية.

يوجد في عكار اليوم 7 نواب، هم: طارق المرعبي، وليد البعريني، محمد سليمان، هادي حبيش (كتلة المستقبل) العميد وهبي قاطيشا (القوات اللبنانية)، اسعد درغام (التيار الوطني الحر) ومصطفى علي حسين (قريب من التيار الوطني الحر) ووفق الكثير من المتابعين انه ورغم التنوع السياسي الذي انتهت إليه انتخابات 2018، لم يكن هناك اي تغيير يذكر على الارض ولم يحصل اي انجاز يمكن تسجيله في خانة أي نائب، فبدل أن يتنافس النواب السبعة على إنماء عكار وإنتزاع حقوقها الانمائية من الدولة، إنشغل هؤلاء في كيفية الدفاع عن أنفسهم أمام الثوار، وعن تياراتهم السياسية في الصراعات الحاصلة، وفي الوقت الذي يرصد فيه وزير الاشغال ميشال نجار مبلغ 120 مليون دولارا لتعبيد طرقات زغرتا والكورة وجبيل والبترون، تُحرم عكار من حقها في التزفيت في ظل غياب نوابها المنشغلين في سجالاتهم السياسية التي لا تسمن ولا تغني من إنماء.

تشير المصادر الى ان الصورة لا تزال ضبابية على الصعيد الانتخابي في عكار، حيث لا يمكن لأي كان أن يعرف المزاج العكاري العام، وهل يتجه الى قلب الطاولة على نوابه وتياراتهم السياسية؟، أم يكون التغيير جزئيا في رسالة قد توجه الى بعض أركان السلطة؟، خصوصا أن الناشطين في الثورة لم يشكلوا حضورا يمكنهم حتى الآن من إقناع العكاريين الذين قد يكون توجههم في الاستحقاق المقبل نحو شخصيات مستقلة أثبتت حضورا في الانتخابات الماضية ولم تنقطع عن التواصل وتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal