تأجيل تسريح قائد الجيش.. أمر واقع للحفاظ على المؤسسة العسكرية!.. غسان ريفي

تتكثف المشاورات حول تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزيف عون وإيجاد المخارج القانونية لذلك، في ظل معارضة يقودها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من منطلق قانوني شكلاً، وشخصي مضمونا، حيث يسعى جاهدا الى سحب ورقة ترشيحه الى رئاسة الجمهورية من أيدي الحلفاء والخصوم.

لا يتوانى باسيل عن الإمعان في إستهداف قائد الجيش الذي يعترف له القاصي والداني كما الداخل والخارج أنه نجح في الحفاظ على المؤسسة العسكرية وعلى تماسكها وحضورها ودورها في أصعب الظروف وفي ظل الانهيار المالي الشامل للدولة اللبنانية.
لذلك، فإن موافقة أكثرية الأطراف السياسية على تأجيل تسريح العماد عون يأتي من منطلق الحرص على المؤسسة العسكرية ومناقبيتها.
ثمة عدة مخارج لتأجيل التسريح، الأول يتمثل في أن تتخذ الحكومة قرارا به كتمديد تقني لستة أشهر مع تعيين رئيس الأركان، وفي حال مرور التمديد التقني وعدم إنتخاب رئيس للجمهورية يتسلم رئيس الأركان تلقائيا مهام القائد.
والثاني، أن تفشل المساعي في إنجاز التمديد في الحكومة اذا ما استخدم سلاح تعطيل النصاب القانوني، حيث تنتقل المهمة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيدعو الى جلسة تشريعية كاملة البنود ومن ضمنه قانون معجل مكرر لتأجيل تسريح قائد الجيش وبذلك يضرب الرئيس بري عصفورين بحجر واحد، الأول حضور التيارات السياسية الرافضة لمبدأ التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية والثاني إقرار التمديد الذي يريده الرئيس بري مع فريق سياسي وازن.
والثالث أن يكون هناك سلة عسكرية وأمنية متكاملة تقضي بتأجيل تسريح القائد مع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بحسب إقتراح كتلة الاعتدال الوطني، إضافة الى تعيين رئيس الأركان.
في غضون ذلك، يحاول التيار الوطني الحر تسويق فكرة تعيين قائد جديد للجيش وفي ذلك إنفصام سياسي واضح، خصوصا أن جبران باسيل يعارض إجتماعات الحكومة باعتبار انها غير ميثاقية وغير دستورية، ما يؤكد تعاطيه مع الحكومة على القطعة وبحسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية وليس المصلحة الوطنية العليا، في حين يصعب على الحكومة تعيين قائد للجيش، خصوصا أنها لم تقم بتعيين حاكم لمصرف لبنان عند شغور منصبه.
لا شك في أن التمديد لقائد الجيش يحظى بغطاء وطني يتمثل بموافقة السنة والشيعة والمسيحيين والدروز، فضلا عن غطاء بكركي حيث يحذر البطريرك بشارة الراعي من الفراغ في قيادة الجيش التي تعتبر الحصن الأخير للبنان، في حين ما يزال حزب الله يسعى الى تدوير الزوايا وإقناع باسيل بضرورة التمديد للقائد، خصوصا أن الجيش يبلي البلاء الحسن والبطولي في الجنوب اللبناني منذ بداية عملية طوفان الأقصى، والحزب يحرص على المؤسسة العسكرية إنطلاقا من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي تتجسد اليوم في التصدي للعدوان الاسرائيلي على لبنان.
تقول مصادر سياسية مواكبة، أن التمديد لقائد الجيش بات أمرًا واقعا، وفي حال تعثر الأمر قد يقود الخوف من الفراغ في المؤسسة العسكرية الى التعجيل في إنتخاب رئيس للجمهورية قبل إنتهاء ولاية القائد.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal