الراعي في قداس اليوبيل الذهبي للابرشية المارونية في سيدني: الكنيسة لن تدع لبنان فريسة الظلم والاستكبار ولن تصمت عن التنديد بعدم انتخاب رئيس

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي لمناسبة اليوبيل الذهبي للابرشية المارونية في استراليا في Ken Rosewall Arena, Sydney Olympic Park –سيدني.
وسبق القداس وصول ذخائر القديسين مارون وشربل ونعمة الله ورفقا وماري ماكيلوب.

عاون البطريرك الراعي، راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه، رئيس الأساقفة السفير البابوي تشارلز بالفو والمونسنيور مارسيللينو يوسف والمونسنيور شاره ماري، بمشاركة رئيس اساقفة سيدني المطران انطوني فيشر، مطارنة الانتشار ومجلس الكنائس الشرقية في استراليا والرؤساء العامون والرئيسات العامات وكهنة ورهبان وراهبات من مختلف الكنائس.
وحضر القداس شخصيات سياسية ودبلوماسية وحزبية واجتماعية ورجال اعمال واعلام وحشد من المؤمنين في سيدني قدر بنحو عشرة الاف شخص بحسب المنظمين.

 وخلال القداس القى البطريرك الراعي عظة استهلها بالانكليزية هنأ فيها الابرشية المارونية بقياده راعي الابرشية المطران طربيه باليوبيل الذهبي ورحب بالسفير البابوي ورئيس اساقفة سيدني والاساقفة والرؤساء العامين، معتبرا ان “وجودهم يؤكد على وحدتنا جميعا في المسيح”.

 وقال: “أود الكلام عن خدمة المحبة الإجتماعية التي تعبر عنها وصية الكنيسة “بأوف البركة او العشر”. نحن على علم عن المساعدات التي تقدمونها لأهلكم والمؤسسات في لبنان وتشمل: المال والدواء والإستشفاء والمواد الغذائية والمشاريع الإنمائية والعمرانية، وأقساط مدرسية وجامعية، فأنتم مشكورون عليها من صميم القلب. ونسأل الله أن يبادلكم بأضعافها.
لكننا تدارسنا أثناء مؤتمرنا كيفية تنظيم خدمة المحبة الاجتماعية، لكي نواجه، بتوحيد القوى وتنسيقها، الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية والإستشفائية والتربوية التي تشتد أكثر فأكثر.
وقد أنشأنا لجنة لهذه الغاية ترسم خطة العمل. ولا يسعنا في المناسبة إلا ان نوجه تحية شكر وتقدير للسلطات المدنية الأسترالية المتعاقبة التي فتحت أبوابها بوجهكم وبوجه جالياتنا، فتمكنتم من تحقيق ذواتكم وعيشكم الكريم. حمى الله استراليا وأفاض عليها وعلى شعبها ومسؤوليها الخير والبركات”.

 وتابع: “وأشعر معكم بألمكم عندما ترون وطنكم لبنان يتراجع مع كل المستويات عندما تقارنونه باستراليا : استراليا تحترم الدستور والقانون وهما فوق الجميع، اما في لبنان، الدستور والقانون مباحان من النافذين، ومخالفات المحازبين محمية. استراليا تستوفي الضرائب والرسوم من الجميع، وتقدم بالمقابل الخدمات العامة، وتساعد بهبات مالية للإعمار والإنماء والتربية والإستشفاء والداوء، وتراقب بواسطة المدققين طريقة الصرف.
أما لبنان فلا يستوفي الضرائب والرسوم من جميع المواطنين على السواء، بل من منطقة دون اخرى، اما عمدا وأما خوفا من فائض القوة او اهمالا. وبالتالي لا يقدم إلا الضئيل من الخدمات العامة.
ويبقى على المواطن ان يؤمنها، فيما الفساد مستمر وسرقة المال العام محمي والبلد يفتقر. استراليا تعتني بالفقير والعاطل عن العمل وتؤمن له معاشا شهريا، ريثما يجد مخرجا لفقره، وعملا يعيش منه.
اما في لبنان، الفقير مهمل ويزداد فقرا ، وعدد العاطلين عن العمل يتفاقم. استراليا تحترم الإنسان وكرامته، اما في لبنان فانتهاك لقدسية الحياة البشرية وكرامة الإنسان”.

وأضاف: “الكنيسة لن تتهاون بشأن كل هذه الأمور السلبية في لبنان. لن تسكت عنها ولن تمل عن الإلتزام برسالتها بواسطة مؤسساتها. فالتزامها واجب عليها من المسيح فادي الانسان ومخلص العالم. ولن تدع لبنان وشعبه فريسة الظلم والاهمال والإستبداد والإستكبار ولن تصمت عن التنديد بعدم إنتخاب رئيس للجمهورية، وبتعمد تغييب رئيس البلاد المسيحي الوحيد في اسرة جامعة الدول العربية، ومعه تغييب الثقافة المسيحية التي كانت في اساس إنشاء الدولة اللبنانية الموصوفة بميزاتها.
وأولاها الفصل بين الدين والدولة، والمشاركة المتساوية بين المسيحيين والمسلمين في الحكم والإدارة، التعددية الثقافية والدينية في الوحدة، وحياد لبنان الإيجابي لكي يواصل اداء رسالته الخاصة به في بيئته العربية. كلها أمور أساسية لن نسكت عن المطالبة بها”.

 وختم الراعي: “إني أجدد لكم، ايها اللبنانيون في اوستراليا النداء لتوازنوا بين حبكم للبنان وتسجيل قيد نفوسكم لدى سفارتنا في اوستراليا والقنصليات، بالتعاون مع المؤسسة المارونية للانتشار. فتحتفظوا هكذا بجنسيتكم اللبنانية وسائر حقوقكم الوطنية، وهذا واجب وطني عليكم جميعا.

طربيه 

وفي ختام القداس، كانت كلمة المطران طربيه قال فيها: كل الشكر لغبطة البطريرك ونحن مدعوون اليوم وكل يوم لمتابعه الصلاة مع بعضنا البعض ومن اجل بعضنا البعض. نصلي من اجل الكنيسة وابنائها وبناتها، ونصلي من اجل لبنان وشعبه المظلوم والمعذب طالبين من الله ان يلهم القلوب والضمائر لتنطلق ورشة الاصلاح وبناء الدولة التي يحلم بها اللبنانيون مقيمون ومنتشرون”.

وتمنى للبطريرك الراعي والاساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات عودة سليمة الى بلدانهم وابرشياتهم ومراكز عملهم ، طالبا من الله ان يحمي استراليا ولبنان. وحيا حضور السفير البابوي ورئيس اساقفة سيدني وجميع المؤمنين الحاضرين. وشكر جميع الذين ساهموا في انجاح القداس الاحتفالي من كهنة وموظفين ومتطوعين.

ووجه رئيس اساقفة سيدني انطوني فيشر تحية محبة وتقدير للبطريرك الراعي والمطران طربية وللكنيسة المارونية في استراليا.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal