هل تحولت دعوة بري للحوار الى مطلب دولي؟!… غسان ريفي

أعطت زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان زخما للحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، ما أوحى بأنه بات يشكل خيارا لأكثرية أعضاء للجنة الخماسية نتيجة قناعة ترسخت لديهم أن في بلد مثل لبنان تتحكم فيه الحساسيات والتوازنات السياسية والطائفية لا بد من الحوار للوصول الى القواسم المشتركة التي يمكن ان تفضي الى إنتخاب رئيس جديد للبلاد.
حرص لودريان على أن يبدأ جولته من السراي الحكومي ولقاء الرئيس نجيب ميقاتي في إشارة واضحة الى إرتياح دولي لآداء رئيس مجلس الوزراء الذي يجيّر كل علاقاته والامكانات المتاحة لمعالجة الأزمات التي تتوالد يوما بعد يوم بفعل الشغور للحفاظ على الانتظام العام ومنع الوصول الى الارتطام الكبير في وجه القوى السياسية الساعية الى تفكيك لبنان تمهيدا لانهياره الكامل في مغامرة انتحارية لا يمكن لأي كان أن يتكهن بتداعياتها الكارثية.
وقد استمع لودريان بكثير من الاهتمام لوجهة نظر الرئيس ميقاتي حول الواقع اللبناني والمخاطر التي تحيط به من كل جانب لا سيما على صعيد النزوح السوري الثاني والجهود التي تبذل على كل صعيد لمواجهتها والحد من آثارها السلبية.
وقبل مغادرته السراي، وجه لودريان رسالة بالغة الأهمية والايجابية الى عين التينة، معتبرا أن “دعوة الرئيس بري للحوار تشكل بداية الطريق نحو الحل”.
رسالة لودريان أسست للقاء إيجابي جدا مع الرئيس نبيه بري خصوصا أن مهمته تتكامل مع دعوة رئيس المجلس الذي وضع الموفد الفرنسي في أجوائها ما دفعه الى التشديد على الركون الى “الحوار ثم الحوار ثم الحوار”.
ولا شك في أن إشراك لودريان السفير السعودي وليد البخاري اليوم في اللقاءات التي سيعقدها مع عدد من النواب، يؤكد أن الاجتماع الذي عقد في باريس بين المستشار السعودي نزار العلولا والسفير البخاري وبين مستشار الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل قد خلصت الى أهمية الحوار وضرورة مشاركة كل الأطراف السياسية فيه..
من المفترض أن تنتهي جولة لودريان يوم غد الجمعة، لتبقى دعوة الرئيس بري للحوار هي المدماك الذي يمكن أن تبنى عليها أسس الحل، في وقت يحاول فيه بعض المتضررين الايحاء بأن “حوار الأيام السبعة”
قد إنتهى، في حين نؤكد مصادر عين التينة أن “دعوة الحوار هي رهن بصاحبها الذي يعود اليه وحده تقرير مصيرها”.
أمام هذا الواقع، يفترض أن يشهد مطلع الاسبوع المقبل حركة داخلية ناشطة معطوفة على سلسلة اتصالات دولية مواكبة، ما يشير الى أن الحوار الذي دعا اليه بري تحول الى مطلب دولي، وعلى المعارضين أو أولئك الذين يلجأون الى الابتزاز أن يتحملوا مسؤولياتهم داخليا وخارجيا حيال عدم مشاركتهم فيه!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal