مضبطة إتهام جنبلاطية من وحي المصالحة والمصارحة!… غسان ريفي

شكل كلام وليد جنبلاط في يوم تكريس مصالحة الجبل بحضور البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مضبطة إتهام لمعطلي الحوار ولمعرقلي إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
هو خطاب مفصلي في مرحلة سياسية حساسة، عنوانه المصالحة والمصارحة، في وقت يحاول فيه البعض إستحضار الحرب الأهلية من خلال مواقف عالية السقف، فيما يتأرجح البعض الآخر على حبال المناورات بخطوة الى الأمام وعشرة الى الوراء بهدف تحقيق المكاسب السياسية التي يطمح إليها.
رسائل عدة وجهها وليد جنبلاط في الزيارة التاريخية لرأس الكنيسة المارونية الى الجبل والتي جاءت لتكرّس مصالحة بدأها البطريرك نصرالله صفير قبل أكثر من عقدين من الزمن، وهي:
أولا: أن وليد جنبلاط لا يزال هنا، زعيما درزيا وطنيا له الكلمة الفصل في الاستحقاقات الهامة، وإن أطلق على نفسه صفة “المراقب من بعيد”، وهي من باب الزهد السياسي الذي لا يلغي الحضور والاهتمام وربما الرقابة على الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي.
ثانيا: الانتقاد الشديد لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل (من دون أن يسميهما) على رفضهما الحوار وكل الحلول المطروحة والتي لا بديل عنها سوى التوترات، خصوصا أن الرجلين يعملان على تفشيل كل محاولات تقريب وجهات النظر، حتى بات الأمر يتجاوز رئاسة الجمهورية الى ضرب أسس النظام اللبناني والعودة الى معزوفات أثبتت التجارب فشلها بعدما كان لها تداعيات كارثية على المجتمع المسيحي.
ثالثا: الهجوم على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل (أيضا من دون أن يسميه) واصفا إياه بـ”الأصوات النشاز التي تحاول نبش القبور”، وفي ذلك إشارة الى اللغة الطائفية التي يتحدث فيها باسيل الذي يتطلع الى تحقيق طموحاته برفض المرشحين المقترحين، ووضعه إجر في البور وإجر في الفلاحة ليكون المستفيد الأول من كل التسويات التي يمكن أن تحصل.
رابعا: الاشادة بموقف البطريرك الراعي الايجابي من الحوار، والهجوم على أكبر كتلتين مسيحيتين بحضوره لوقوفهما ضد الحوار وتناوبهما على مهاجمة البطريرك، والذهاب نحو مغامرات إنتحارية جديدة سبق للبنان عموما والجبل خصوصا أن عانى الأمرين منها.
خامسا: تأكيد جنبلاط على وقوفه الى جانب حليفه التاريخي الرئيس نبيه بري في الدعوة الى الحوار.
سادسا: إسقاط جنبلاط الترسيم على بعبدا، في إشارة الى ضرورة أن يخرج كل المعنيين بالملف اللبناني من المواقف الملتبسة الى العمل الجدي لاتمام الاستحقاق الرئاسي.
لا شك في أن زيارة البطريرك الراعي الى الجبل يوم أمس والحفاوة البالغة التي أحيط بها، أكدت على التعايش الدرزي ـ المسيحي الذي ترجمه أيضا شيخ العقل سامي ابي المنى الذي تحدث في مكتبة بعقلين عن مشاريع إقتصادية مشتركة بين الأوقاف الدرزية والأوقاف المسيحية، وهي من شأنها تعزيز هذه المصالحة وإستثمارها لمصلحة الأهالي، بما يساهم في إستفادة الدروز من أوقافهم، وفي ترسيخ الوجود المسيحي في الجبل!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal