الايجابيات تفرض الحوار.. والمعارضة تخشى ″الخروج من المولد بلا حمص″!… غسان ريفي

يتحرك عدّاد المشاركين في “حوار الأيام السبعة” الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري إرتفاعا، وذلك لقناعة الأكثرية النيابية أن البديل عنه هو الاقتتال والتوترات الداخلية والتضحية باللبنانيين في مغامرات جديدة، وبعدها سيلجأ الجميع إليه للوصول الى حلول، لذلك فإن الركون الى دعوة بري تختصر الكثير من الوقت ومن الأزمات وربما من الدماء.
في المقابل، يبدو أن غلوّ بعض الكتل النيابية في مواقفها الرافضة لأي حوار والمعارضة لأي حل، لم يعد يقتصر على الاستحقاق الرئاسي الذي بات مجرد تفصيل أمام دعواتها المناهضة للعيش الوطني مع بعض المكونات اللبنانية، وصولا الى التحريض على ما يشبه “الانفصال” وعلى كل ما يمكن أن يجمع ويوحّد أبناء الوطن الواحد.
ومع إكتمال المشهد وفرز الكتل النيابية بين مؤيد ورافض ومعارض، يربط التيار الوطني الحر الذي أكد أنه لن يقف ضد الحوار، مشاركته بمضمون جدول الأعمال الذي من المفترض أن يضعه الرئيس بري خلال الأيام القليلة المقبلة تمهيدا لتوجيه الدعوات، وفي ذلك، تذاكٍ برتقالي في إستمرار وضعه “إجر في البور وإجر في الفلاحة”، وحرص على عدم قطعه كل الخيوط مع المعارضة، وبالتالي الاستفادة من موقفه الملتبس في حواره مع حزب الله بما يشبه الابتزاز، لكن الجبهات المفتوحة بين التيار والقوات اللبنانية وما تشهده من إنتقادات وإتهامات وكلام عالي السقف يكاد يصل الى مستوى الشتائم، يؤكد أن الهوة بين الطرفين تتسع، وبالتالي لم يعد التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل بعد التقدم الذي أحرزه مع حزب الله قادرا على دعم التقاطع الذي كان قائما على زغل وعلى اللا ثقة.
تشير المعطيات الى أن دعوة الرئيس بري الى الحوار تتقاطع مع تطلعات اللجنة الخماسية التي تنعشها التطورات الايجابية في المنطقة لا سيما على صعيد التقارب بين السعودية وإيران والذي ترجم بإستئناف العلاقات الدبلوماسية بوصول سفيريهما الى كل من طهران والرياض، فضلا عن إصرار فرنسا على إنجاح مهمة مبعوثها جان إيف لودريان في إتمام الاستحقاق الرئاسي والذي عبر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون، فضلا عن الدور القطري الناشط منذ البداية والذي يعول كثيرون على أن يكون له تأثيرا على مجريات الأمور.
وبحسب المعلومات، فإن التسوية في المنطقة بدأت ملامحها بالظهور، وهذا ما إستشرفه الرئيس بري الذي سارع الى الدعوة للحوار بين المكونات اللبنانية، لكن هذه التسوية ما زالت تحتاج الى تعزيزالتفاهم الأميركي ـ الايراني حول الرئاسة في لبنان، وهذا ما تعمل قطر من أجل الوصول إليه، من خلال حركة موفديها، وتبادل الزيارات، حيث تؤكد المعلومات أن وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان سيحط رحاله في الدوحة خلال الأيام المقبلة لاستكمال المباحثات بهذا الشأن.
وتأتي هذه الايجابيات بعد زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لتفقد منصة التنقيب عن الغاز الذي يتطلب إستخراجه والاستفادة منه بعضا من الاستقرار، خصوصا أن أحدا لا يمكن أن يضع إستثمارات من هذا النوع في بلد من دون رئيس للجمهورية ومعرّض لشتى أنواع الفتن والتوترات في أي لحظة.
من هنا، ترى مصادر سياسية مواكبة أن المعارضة بدأت تتلمس هذه الايجابيات التي تقف أمامها مكتوفة الأيدي، لذلك وجدت أن أفضل وسيلة يمكن إعتمادها هي رفع السقوف الى أعلى مستوياتها وصولا الى تهديد السلم الأهلي والعيش المشترك من أجل أن تحجز مكانا لها في التسوية أو لتحقيق بعض المكاسب، وترى هذه المصادر أن الغلو المعتمد في مواقف المعارضة ناتج عن خشيتها من إمكانية أن “تخرج من المولد بلا حمص”!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal