كيف الخروج من الجمود الحالي.. سياسياً أم أمنياً؟… عبد الكافي الصمد

إستحقاقان إنتخابي وديبلوماسي مرّا قبل أيّام وخيّبا آمال الأوساط السّياسية والشّعبية بإنجاز الإستحقاق الرئاسي وعدم إستمرار الفراغ في قصر بعبدا، ووضع البلاد على سكّة الخروج من أزماته المتعدّدة، ما أعطى إشارة واضحة تدلّ على أنّ أوان الحلّ في لبنان لم يحن بعد، وأنّ أمام اللبنانيين فترة أخرى من إنتظار الفرج.

الإستحقاق الأوّل تمثل في جلسة الإنتخابات الرئاسية التي عقدت في 14 حزيران الجاري، وهي الجلسة الـ12 التي عقدت منذ الجلسة الأولى التي عقدت في 29 أيلول الماضي، قبل الفراغ الرئاسي في 31 تشرين الأول الفائت، ولكن مصيرها لم يكن أفضل حالاً من مصير سابقاتها، على خلفية الإنقسامات السياسية الحادة، وعدم التوافق على “صيغة” تسوية تنهي الفراغ الرئاسي، وعدم قدرة أيّ فريق على حسم الإنتخابات الرئاسية لصالحه، وقبل ذلك وبعده عدم وصول “كلمة السّر” الخارجية نتيجة إنشغال الدول المؤثرة بالإستحقاق اللبناني بملفات أكثر أهمية.

أمّا الإستحقاق الثاني فتمثل في وصول الموفد الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جان إيف لودريان، الأربعاء الماضي، إلى لبنان لتحريك الجمود المخيم على الإستحقاق الرئاسي، ومحاولة إخراج الإستحقاق من عنق الزجاجة، حيث التقى لهذه الغاية العديد من المسؤولين في البلاد، رسمياً وسياسياً، لكنّ زيارته وجولاته على المسؤولين أبقت الجمود على حاله، كون زيارته كانت إستطلاعية ولم تحمل أيّ مبادرة، إلى حين لم يحدد موعده بعد.

ما سبق أبقى الجمود على حاله، وأعطت التطوّرات المتلاحقة إنطباعات أنّ أيّ مخرج للحل لن يبصر النور، وصولاً إلى الخريف المقبل على أقلّ تقدير، إن لم يكن حتى العام المقبل، كما يتوقع كثيرون يستندون في توقعاتهم إلى قراءة معمّقة للواقع، وليس مجرّد آمال وأحلام وتطلعات غير واقعية.

هذا الجمود على المسار السّياسي أثار مخاوف أوساط مختلفة من أن يؤدّي إنسداد الأفق في هذا السياق إلى توتر أمني وانفجار موضعي أو واسع، مثل الإشتباكات التي شهدتها منطقة الطيّونة، على سبيل المثال لا الحصر، إنطلاقاً من قاعدة أساسية مفادها أن أيّ مخرج أو حلّ أيّ أزمة يتم عبر طريقين: سياسي أو أمني، وبما أنّ المخرج الأول شبه مغلق، فإن المخرج الثاني يثير القلق من أن يكون هو البديل الوحيد المتاح، إستناداً إلى تجارب الماضي، القريب منه والبعيد، إذ جرت العادة للأسف أن لا يتم إيجاد أيّ مخرج أو حلّ لأيّ أزمة كبرى في البلاد إلّا “على الحامي”، بعدما تكون جميع محاولات إيجاد مخارج “على البارد” قد باءت بالفشل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal