أوتوستراد شكا الى التأهيل.. ماذا عن التحضيرات؟…صبحية دريعي

منذ عدّة سنوات، والطريق السريع من البترون نحو طرابلس وبالعكس يشكل عقبة أمام المواطنين من ناحية زحمة السير الخانقة وحتى الحوادث التي يتسبب، بعد أن إنهار الجبل المحاذي له في الرابع عشر من كانون الثاني من العام 2019 ليتم بعدها قطع المسلك الغربي للأوتستراد وتحويل السير الى جهة الشرق ما أدى الى تضييق الطريق التي لم تعد تتسع سوى الى سيارة واحدة.

جاء ذلك، نتيجة إهمالٍ استمرّ من العام 1983 وهو تاريخ وضع الأوتوستراد الجديد قيد العمل مع غياب الصيانة لجدران الدعم، أمّا السبب المباشر للانهيارات فيعود إلى عدّة عوامل أبرزها التربة الرخوة وغزارة الأمطار .

في التاسع عشر من آذار 2024، أقر مجلس الوزراء تحويل مبلغ قدره ٦ مليون دولار للهيئة العليا للإغاثة من أجل المباشرة بأعمال الصيانة، حيث إقترح وزير الأشغال علي حمية إعطاء الهيئة العليا للإغاثة مبلغ قدره ٥ مليون دولار من اصل ١٠ مليون وهي حصة وزارة الأشغال من ال SDR مخصصين لتأهيل الطرقات على أن تؤمن وزارة الاشغال المليون دولار المتبقى من الموازنة .

اليوم وبعد انتظار دام اكثر من خمس سنوات ها هي الأعمال التحضيرية قد بدأت، ومن يسلك هذا الطريق يمكنه الملاحظة بالعين المجردة بدء تغير المشهد تدريجياً. 

أنهت الشركة الإستشارية “خطيب و علمى” خطة العمل، ويشرح المهندس روجيه حبشي (مدير مشروع معالجة حائط شكا) لسفير الشمال تفاصيل الخطة، فيقول: “المشروع يتكون من خمسة جدران سنعمل عليها، كل جدار يسند جبل، وراءه الحائط رقم ١ و٢ لهما طريقة العلاج نفسها عبر إقامة جدار باطون مسلح بسماكة 20cm لزق على الحائط القديم ليتم من بعدها الحفر داخل الحائط الجديد والقديم وتدعيمهم بكابلات شد بعمق 20 متر “

ويضيف: “بالنسبة للحائط رقم ٣ الذي إنهار أثناء العاصفة “نورما” في العام 2019 معالجته ستتم عن طريق تهذيب سفح الجبل لان انحدار الجبل ضعيف لنقوم بعدها بإقامة حائط من الباطون المسلح بإرتفاع يتراوح بين الست و الثماني أمتار “

“أما الحائط رقم ٤ فهو حائط كبير لا زال قائما، ويعالج هذا الحائط من خلال الصعود الى أعلى نقطة من هذا الحبل و تهذيب سفحه وترتيبه لنرش بعدها نوعا من الباطون الذي يساعد على حماية سفح الجبل من التآكل بفعل العوامل الطبيعية (الشمس /الشتاء/العواصف) من بعدها سنعمل على تثبيت اوتاد وهي عبارة عن حديد بعمق ١٢ متر داخل الجبل وسيكون هناك مجاري لتصريف مياه الجبل من خلال هذه المجاري كما سنضع حوالي 92 من أوتاد تثيبت في الأرض لتشكيل نوع من القاعدة التي تولد منها حائط الباطون المسلح، وفي ما خص الحائط رقم ٥ فهو أطول حائط وستكون معالجته عبر تهذيب سفح الجبل وازالة الحائط الخامس على ان ينشأ مكانه حائط باطون مسلح بإرتفاع مابين ال ٦ و ٨ أمتار “

ويتابع حبشي: “المطلوب الإنتهاء من اعمال التأهيل بأسرع وقت ممكن والفترة المتوقعة هي مابين الست و الثماني أشهر نحن الآن نقوم بالأعمال التحضيرية ريثما تنتهي الأمور الإدارية وهي أوشكت على الإنتهاء وكل ما يشاع عن خلاف مع الهيئة العليا او عدم تأمين الأموال هو غير صحيح الأمور فقط في إطارها الإداري وهي أوشكت على الإنتهاء ” 

نفق شكا الواقع أسفل الجبل والذي يربط مناطق الشمال بالعاصمة يشكّل ممراً إجبارياً لكل المتجهين من الشمال نحو بيروت و بالعكس، والأعمال التحضرية للبدء بأعمال الصيانة أوشكت على الإنتهاء على أمل أن تنتهي معاناة آلاف المواطنين الذين يعبرون الطريق يومياً.

وكان مؤسس جمعية “اليازا” زياد عقل، حذر من إنعدام معايير السلامة العامة على الطرقات فالإنارة شبه معدومة والحفر تزداد خطورة، كما أن السبب الأساسي للإنهيار يعود إلى التصميم الخطأ منذ البداية مما يؤدي إلى صعوبة بتصريف مياه الأمطار والثلوج خلال فصل الشتاء وبالتالي إلى تخزين المياه في التربة خلف جدران الدعم القديمة والمتهالكة تحت إسفلت الطريق.”

وبحسب إحصاءات غرفة التحكم المروري التابعة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، كانت حصيلة الضحايا في الحوادث المرورية خلال الفترة الممتدة بين العام ٢٠١٩ وشهر نيسان من العام ٢٠٢٣، على الشكل الآتي: ١٦٨٥ قتيلًا، و١٦٢١١ جريحًا و هو رقم مخيف كما يُظهر مؤشّر نوعية الطرقات الذي يصدر ضمن مؤشّر التنافسية العالمي سنويًا في المنتدى الاقتصادي العالمي، خصوصا أنّ لبنان كان يحتل قبل انفجار الوضع المالي في العام ٢٠١٩، المرتبة ١٢٦ عالميًا على صعيد جودة الطرقات من بين ١٤٢ دولة، وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، يحتلّ لبنان المرتبة ١٣ وما قبل الأخيرة، يليه اليمن في المرتبة ١٤ والأخيرة. وهذا المؤشّر يدل على خطورة وضع الطرقات في لبنان خصوصًا بعد غياب الاعتمادات المطلوبة للإصلاحات وتوقف مشاريع الصيانة نتيجة الأزمة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal