طلاسم المقعد الرئاسي.. والحقوق الاغترابية!… سيدني – نادين شعّار

أضحت الإنتخابات الرئاسية في لبنان مهزلة من مهازل التاريخ. فأمام كل إستحقاق سياسي جديد ينشغل العالم بأكمله في التدخل بسياسة لبنان الداخلية، وإختيار رئيساً له أو وزيراً أو نائباً..
بات إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية حلماً بسيطاً من أحلام الشعب اللبناني المقيم والمغترب.
وللمغترب اللبناني حول العالم حقوق وواجبات، على الدولة اللبنانية إحترامها ووضعها في سلم الأولويات لا في سلة المهملات.
المغتربون اللبنانيون لهم دور كبير ومحوري في إنجاح الحوار الوطني، فهم بشر وليسوا حجارة مركونة في زوايا الكون يتحركون فقط لتقديم المساعدات والمعونات. ولم يعد من الممكن الاستخفاف بدور الإغتراب وإعتباره يقتصر فقط على إرسال التحويلات المالية والمساعدات العينية.
كما للمغترب الحق بأن يعود الى الوطن ويشارك في نهضته على الصعد كافة. لذلك، فقد حان الوقت أن تبدأ الهجرة العكسية لإنقاذ ما تبقى من الوطن الذي سُلبت حريته وديمقراطيته وسيادته على أيادي حكام يحتاجون إلى حكماء يعالجونهم من مرض العناد والغطرسة والعنجهية السياسية التي باتت زادهم وقوتهم اليومي.
اللافت هو الخلاف الأفقي المستمر على إنتخاب رئيس للجمهورية، من دون أن يأبه أحد بأوجاع الشعب ومشاكله وهمومه المعيشية اليومية، أو بموت المرضى على أبواب المستشفيات، أو بنوم أطفال جياع من دون عشاء، أو بمطالب الشعب باسترجاع أمواله المنهوبة..
ألا يخجل المعطلون من محكمة التاريخ؟ أم يحتاجون الى رقية شرعية لفك سحر الطلاسم عن أعينهم وقلوبهم؟ أم إلى تعويذة من الشيطان الرجيم الذي بات يسيطر على عقولهم، أم أنهم يحتاجون إلى عصا موسى السحرية لحل أزمة الرئاسة العالقة؟
لم يعد أحد يمتلك ترف الوقت، فلبنان بات في أخطر مرحلة، فيما الاغتراب اللبناني يطالب بتسريع إنتخاب رئيس للجمهورية لتعود إليه ثقته بوطنه، ولكي تعود الصورة المشرقة لبلد الأرز ويحفظ حكامه ماء وجوههم أمام من يرفدون الشعب بالمساعدات ويشكلون أهم عنصر لصموده.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal