الاجتماع الباريسي نصائح ومساعدات.. ومبادرة بري الرئاسية مستمرة… غسان ريفي

كما هي العادة، يعلّق اللبنانيون آمالهم على الاجتماع الباريسي الخماسي الذي سيعقد اليوم بمشاركة كل من أميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، للبحث في الأزمة اللبنانية لا سيما ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وصولا الى ذهاب البعض نحو الايحاء بإمكانية أن يخرج الاجتماع بتسمية رئيس للجمهورية يلتزم بانتخابه مجلس النواب، وهو أمر يُسأل عنه دعاة السيادة والاستقلال في موقفهم من فرض رئيس عليهم من الخارج، وماذا عن شعاراتهم التي يطلقونها على مدار الساعة؟.

تشير المعطيات الى أن الاجتماع الباريسي لن يتطرق الى تفاصيل الاستحقاق الرئاسي وسيكتفي بدعوة اللبنانيين الى إنتخاب رئيس وفق مواصفات باتت معروفة لدى الجميع، وأن التوصيات التي قد تصدر عن الاجتماع سترفع الى المسؤولين اللبنانيين بمن فيهم الرئيس المقبل الذي تشير كل المعطيات الى أن أيا من الدول المعنية بالشأن اللبناني لا تريد التدخل بتسميته، ما يضع الأمور في عهدة التيارات السياسية التي بات لزاما عليها أن تتوافق على قواسم مشتركة تفضي الى إنتخاب رئيس لا سيما في ظل المطالبات اليومية بذلك، وصرخات البطريرك بشارة الراعي المتتالية في عظات الأحد، وإستعداد دوائر بكركي لدعوة النواب المسيحيين لحثهم على القيام بهذا الواجب.

تقول المعلومات أن جدول أعمال اللقاء يتضمن كثيرا من البنود التي جاءت في المبادرة الكويتية التي سيصار الى إعادة مناقشتها ودعوة اللبنانيين الى تنفيذها، خصوصا ما يتعلق بالأمور الاصلاحية، فضلا عن معطى إيجابي برز مؤخرا وهو الاستمرار بتقديم المساعدات للجيش بما فيها مبلغ المئة دولار، إضافة الى طرح آلية لمساعدة وزارة التربية بشكل مباشر وليس عن طريق الجمعيات والمنظمات الدولية، فضلا عن تأمين الدعم المالي لتطوير الادارة العامة في لبنان، ما يشير الى تبديل في المواقف تجاه الدولة اللبنانية التي كانت كل الدول تُحجم عن تقديم المساعدات إليها إلا عبر هيئات المجتمع المدني، والى أن الغطاء الدولي ما يزال قائما وأن ليس هناك قرارا بتعميم الفوضى في البلاد.

كل ذلك، يعني أن الاجتماع سيركز على سلسلة نصائح سياسية، وعلى االقضايا الاصلاحية والمساعدات الاجتماعية المختلفة، لتستقر الأمور عند التيارات السياسية التي لا يبدو أنها مقبلة على توافق في ظل الانقسام العامودي، ما يعطي مزيدا من الأهمية للحراك السياسي الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتعاون مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على صعيد السعي الى حوار يفضي الى توافق على رئيس جامع تتوفر فيه المواصفات التي ترضي كل الأطراف، أو لجهة إستكمال عمليات البوانتاجات حول عدد الأصوات التي قد يحصل عليها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والتي تشير المعلومات الى أنها تكاد تصل الى سبعين صوتا، لكن تبقى معضلة نصاب الثلثين الذي إما أن تؤدي المشاورات والمفاوضات وتسرب أعداد من النواب من تيارات وتكتلات معينة الى تأمينه، أو أن تبادر القوات اللبنانية الى تأمين هذا النصاب إنسجاما مع موقف رئيسها سمير جعجع الذي أكد أنه في حال جمع الفريق الأخر 65 صوتا فإننا لا نستطيع أن نعطل جلسات الانتخاب، أو رهنا بمواقف إقليمية عموما وسعودية خصوصا.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal