حزب الله في دارة الرئيس عون.. زيارة معنوية خالية من السياسة!… غسان ريفي

إتخذت الزيارة التي قام بها وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد الى الرئيس الاسبق للجمهورية ميشال عون في دارته في الرابية طابعا معنويا أكثر منه سياسيا، حيث أن النواب الذين كانوا في عداد الوفد غير مكلفين بالتعاطي مع التيار الوطني الحر أو مع النائب جبران باسيل، في حين أن علاقة مميزة تربط النائب رعد بالرئيس عون.

في الشكل، يمكن تقييم الزيارة بأنها ودية، وتؤكد حرص حزب الله على حلفائه وإستمرار التواصل معهم والوقوف على خاطرهم، خصوصا أن ذكرى توقيع تفاهم مار مخايل باتت على الأبواب في السادس من شباط ولا بد من إستذكاره مع من وقعه، فضلا عن تهنئة الجنرال بالعام الجديد، وشكره على التعاون بينه وبين الحزب طيلة السنوات الماضية.

أما في المضمون، فإن الزيارة خلت من أي نقاش سياسي فعلي لجهة تطورات العلاقة مع التيار الوطني الحر، خصوصا أن هذا النقاش جرى وبشكل موسع مع النائب جبران باسيل خلال الزيارة التي قام بها الحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا الى مقر التيار في ميرنا الشالوحي الاسبوع الفائت وباتت مواقف الطرفين واضحة ومعروفة.

كان يفترض بهذه الزيارة أن تتم قبل إسبوعين على الأقل، لكن الخلاف الذي حصل مع النائب باسيل ورفعه السقف إنتقادا وهجوما على الحزب بسبب مشاركته في إجتماعات الحكومة، وتمسكه بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، تسبب في تأخير الزيارة الى يوم أمس، لكي لا يفسر البعض بأن زيارة الرئيس عون قبل فتح نقاش مع باسيل في الخلافات الحاصلة، يُعتبر قفزا فوق رئيس التيار الوطني الحر أو تقديم شكوى ضده الى عمه، حيث حرص الحزب على لقاء باسيل أولا والنقاش معه، ومن ثم زيارة الرابية التي لم يتم التطرق فيها الى العلاقة مع باسيل بالرغم من السلبية التي إتسمت بها أجواء الاجتماع معه في ميرنا الشالوحي.

هذه المعطيات توحي بأن الرئيس عون قد تقاعد سياسيا، بعد إنتهاء ولايته الرئاسية وبعد أن سلم مقاليد التيار الوطني الحر بكاملها الى النائب باسيل، وهذا الأمر تم منذ ست سنوات أي لدى دخول عون الى قصر بعبدا رئيسا، وهو يحرص اليوم على أن يشكل الغطاء المعنوي لباسيل وكذلك الرافعة التي يبدو أنها بدأت تفقد دورها مع المعارضة الشرسة التي يواجهها باسيل سواء في التيار أو في تكتل لبنان القوي.

وتشير المعلومات الى أن اللقاء كان وديا تحدث فيه النائب رعد عن العلاقة المميزة بين الحزب والرئيس عون منذ توقيع تفاهم مار مخايل وصولا الى اليوم، والتأكيد على إستمرار هذه العلاقة، واللافت أن النائب رعد تلا بعد الزيارة بيانا مكتوبا، ما يُظهر حرص الحزب على التقيد بموقف محدد واضح تجاه الرئيس عون.

وتقول هذه المعلومات أن الرئيس عون أجرى قراءة للسنوات الست من عهده، مؤكدا أنه كان يريد بناء الدولة العادلة، ومكافحة الفساد، وإستقلالية القضاء، وملاحقة الفاسدين، وبسط سلطة القانون، لكن المنظومة الفاسدة وقفت في وجهه ولم تسمح له ودفعت الاعلام وكثير من السياسيين الى الوقوف ضده وإجهاض عهده.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal