إنزعاج في الجيش من باسيل.. لهذه الأسباب هدّد بالترشّح للرئاسة!… غسان ريفي

شكل تهديد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بإعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية، صدمة ترافقت مع علامات إستفهام، حول، على من يعوّل باسيل في هذا الترشيح وهو بات مقطوعا من شجرة سياسية، حتى أن تكتله النيابي الذي يخوض المعارك السياسية بإسمه لم يعد يمتلك كامل أصواته.

بات واضحا أن باسيل أراد من هذا التهديد تسجيل ثلاث نقاط هي: 

أولا: إحراج حزب الله ووضعه أمام خيارين بينه وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفي حال إختار الحزب فرنجية وهذا الأمر بات بحكم المؤكد، فإن باسيل يستطيع أن يضغط أكثر بتفاهم مار مخايل وبإتهام الحزب بنقضه بالكامل.

ثانيا: قطع الطريق على كل من تسول له نفسه من تكتل لبنان القوي الترشح لرئاسة الجمهورية، خصوصا أن باسيل شعر في إجتماع المجلس السياسي للتيار الوطني الحر الذي عقد قبل إسبوعين أن ثمة جبهة بدأت تتكون ضده تطرح أسماء من ضمن التيار وفق قاعدة إذا لم يكن لباسيل حظ، فهناك نواب من التيار على علاقة جيدة مع كل الأطراف وبإمكانهم الترشح والمنافسة، ما إضطر باسيل الى الرضوخ في الاجتماع والتأكيد بأنه لا يمانع وأن من يجد الفرصة متاحة أمامه فليراجعه بشكل شخصي، علما أن باسيل سبق وإعترض على طرح ترشيح أي نائب من التيار، قائلا “هلأ مش وقت المزاح”، لذلك أراد باسيل إقفال الباب على الطامحين ولو مؤقتا بطرح إمكانية ترشيحه.

ثالثا: محاولة باسيل شد العصب البرتقالي وتجميع القيادات والكوادر حوله، بعد حالات التسرب التي شهدها التيار، وإيهام جمهوره بأنه لا يزال في كامل قوته وحضوره ونفوذه وتأثيره، وأنه قادر على الترشح للرئاسة.

تشير المعلومات الى أن ترشيح باسيل لم يؤخذ على محمل الجد في تكتل لبنان القوي باستثناء بعض النواب الباسيليين المحسوبين عليه، حيث وجد البعض أن ما أعلنه باسيل هو قفزة في الهواء، خصوصا أن السلوك السياسي المتعالي والأناني الذي سبق وإعتمده خلال عهد عمه ميشال عون، وسلوك إستعداء الحلفاء قبل الخصوم الذي يعتمده اليوم، من شأنه أن يؤدي الى إنتحار سياسي، وبالتالي فإن كثيرا من نواب التكتل وكوادر التيار على حد سواء يرفضون أن يسيروا مع جبران في مسيرة الانتحار، وإذا أصر على ذلك فلينتحر بمفرده ويترك التيار.

ومما زاد الطين بلة في البيت الداخلي لباسيل، هو الهجوم العنيف الذي شنه على قائد الجيش الذي تربطه علاقات جيدة مع عدد لا يستهان به من نواب التكتل، حيث رفض كثيرون أسلوب التخاطب الذي إعتمده باسيل مع العماد جوزاف عون والاتهامات التي ساقها ضده، والتي أثبتت بالدليل القاطع أن باسيل بدأ يفقد مونته على وزرائه، حيث تشير المعلومات الى أنه كلف وزير الدفاع موريس سليم التعامل مع قائد الجيش، لكن سليم ما لبث أن شعر بخطورة الأمر بعد أن نُقل عنه بأنه قد يلجأ إلى إقالته، فأكد بعد لقاء مع البطريرك بشارة الراعي في بكركي بأنه ل”ا يمكن أن يقول هذا الكلام” مؤكدا “حرصه على الجيش وقائده وضباطع وعناصره”.

هذا الأمر، أثار بحسب المصادر المطلعة غضب باسيل الذي فتح المعركة بنفسه ضد قائد الجيش، ما أحدث إنزعاجا كبيرا في صفوف كثير من الضباط لا سيما أولئك المحسوبين على الرئيس ميشال عون المعروفين بضباط دورة 1994 لدرجة التبرؤ مما قيل، والدعوة الى التفريق بين باسيل وبين التيار الوطني الحر وعدم السماح له بإقتياده الى الانتحار الجماعي.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal