باسيل يحاول تكبير الحجر.. وحزب الله يصوّب حرصا على التحالف!… غسان ريفي

وضع حزب الله النقاط على الحروف، وأعاد الأمور الى حجمها الطبيعي، مصوّبا ما قاله النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي، والذي حاول تكبير الحجر وتحويل مشاركة الحزب في إجتماع حكومة تصريف الأعمال لتسيير شؤون اللبنانيين الى نكث بالوعد، وإعطاء الأمر أبعادا سياسية ورئاسية وصولا الى الاتهامات بإستهداف الوجود والدور المسيحيين، وذلك في سعي واضح الى اللعب على الوتر الطائفي الذي يلجأ إليه كلما شعر أنه في مأزق سياسي.

لا شك في أن باسيل وجد في إنعقاد جلسة مجلس الوزراء فرصة سانحة لتصفية حساباته مع حزب الله، وإذا كان عنوان الانتقاد والاتهام هو مشاركته في الاجتماع وتأمين النصاب سواء عبر وزيريه أو الوزير الأرمني جورج بوشيكيان وعدم إحترامه الشراكة والتحالف، فإن المضمون هو الرد بعنف على إصرار حزب الله على دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

واللافت، أن باسيل الذي سبق وقوّل البطريرك الراعي ما لم يقله حيال جلسة مجلس الوزراء وهو من المفترض أن يزوره اليوم لوضعه في أجواء التطورات، مارس الأسلوب ذاته مع حزب الله ناسبا إليه وعدا بعدم المشاركة إلا بعد إتفاق جميع مكونات الحكومة، ومتهما إياه بالنكث بالوعد، في حين أن الحزب أكد في بيانه أنه “بعد التشاور مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي كان تأكيد على أن حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحة، وأنه في حال إجتماعها ستؤخذ قراراتها بإجماع مكوناتها”، وبالتالي فإن باسيل يكون قد إفترى على حليفه الوحيد، بفعل “الهستيريا” التي تسيطر عليه منذ إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون، والتي بلغت ذروتها مع إجتماع الحكومة رغما عنه.

واللافت أيضا، أن باسيل أراد تحميل مشاركة الحزب في إجتماع الحكومة أكثر مما يحتمل، حيث ذهب بعيدا بأوهامه معتبرا أنها محاولة إلغاء، ومسترسلا في خياله بالحديث عن النفي والقتل والسجن في حين أن الأمر لا يعدو خطوة وطنية لخدمة الناس، وانقاذ مرضى السرطان وغسل الكلى من الموت. 

لكن، ما ساقه باسيل من إتهامات لحزب الله مترافقة مع إستهداف واضح له من قبل نوابه ومناصريه على مواقع التواصل الاجتماعي تعبّر عن خلفية غير بريئة تستهدف تفاهم مار مخايل الذي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لاهتزاز برتقالي ويسارع حزب الله الى تثبيته، لكن هذه المرة مع توجيه لفت نظر شديد اللهجة الى باسيل بأن ما قام به هو “تصرف غير حكيم وغير لائق”.

رد حزب الله على باسيل، إستدعى ردا مضادا من قبل اللجنة المركزية للاعلام والتواصل في التيار الوطني الحر تمسكت فيه بموقف باسيل، معتبرة أن “هناك إلتباسا وعدم وضوح لدى قيادة حزب الله في ما حصل”، آملة أن “يعمل على تصحيحه”، ولم تنس اللجنة المركزية الاشارة الى ما يقدمه التيار لحفظ التحالف والحفاظ عليه، لتؤجل حسم هذا الخلاف الى يوم الأحد حيث سيطل باسيل في مقابلة على محطة LBCI، للحديث عن كل المغالطات.

لم تكن مفاجئة مواقف جبران باسيل العالية السقف تجاه حزب الله والتي تعبر عن جحود إعتاد عليه مع الحلفاء، خصوصا أنه منذ أن تم توقيع تفاهم مار مخايل وهو يسعى الى الاستفادة منه بكل مندرجاته حكوميا ومصلحيا ورئاسيا ونفوذا وسلطة حتى بات رئيس الظل الذي دفعت به نرجسيته الى عزلة كاملة يستكملها اليوم بالاساءة الى حزب الله الذي يبدو واضحا أنه طفح الكيل لديه، فحاول تصويب مواقف باسيل مرة جديدة حرصا منه على التحالف الذي أنقذه الحزب مرات عدة، لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal