يُؤخذ على النائب محمد عبد اللطيف كبارة انه ادخل نهج الخدمات على النيابة منذ وصوله الندوة البرلمانية العام 1992، كما يُسجل له بأنه “الكاسح” كونه الرجل الشعبي والملتصق بهموم الناس.
من النوادر، ان تسمع صوت “ابو العبد” في وسائل الإعلام الا عند ملاحقة قضية عامة في طرابلس، و نادرا ما يغيب عن مناسبة اجتماعية والحزن قبل الفرح، وهذا ما آثار حفيظة اقرانه من رجال السياسية لناحية المشاركة في التعازي، وهكذا كرس كبارة دوره بكونه رافعة سياسية انطلاقا من ثقة الناس.
ثمة حادثة في هذا المجال، عن تركيب النائب كبارة هاتف داخل حمامه منذ نجاحه العام 1992، لعدم إهدار دقيقة واحدة في متابعة قضية او ملاحقة مطلب، زادت الأمر تعقيدا عند دخول الهاتف الخلوي على الخط، ونادرا ما يترك “ابو العبد” هاتفه جانبا أو لا يرد على اتصال بصورة فورية.
تتباين الاراء حول هذا النهج، فهناك من يعتبره تسطيحا لدور النيابة كون النائب ممثل كل الشعب اللبناني وبين ما يراه ضرورة ملحة في طرابلس المنكوبة بتهميش رسمي فاضح يستلزم وضع أولوية الخدمات على ما عداه من ادوار أخرى.
رغم كل هذا الإرث، يشق كريم كبارة طريقه وفق اسلوبه ورؤيته الخاصة للشأن العام، هذا لا ينفي بأنه الامتداد الطبيعي لحالة “ابو العبد” السياسية والشعبية، بقدر تأمين إضافات خصوصا مع اشتداد حاجة الناس جراء النكبات المعيشية.
لذلك، شكلت المسحة الشبابية في الأداء والسلوك منطلقا جيدا طالما ان التوريث الفعلي الذي ناله كريم كبارة يتعلق بالثقة وهو رصيد سياسي كبير يفرض التأسيس لتراكم جديد في العمل السياسي، فالظروف الحالية تفرض مقاربات مختلفة أبرزها قصور الدولة عن تلبية أدنى متطلبات المواطنين .
هنا، التحدي الابرز والذي يتطلب من كريم كبارة الذي حمل الشعلة من والده بثقة وثبات، والشغوف بخدمة الناس وملاحقة كل الشكاوى بسرعة فائقة.
إذ، ليس من السهل التعامل مع مرحلة عصيبة جدا، حيث تنتظر كريم كبارة اعتى الاعاصير وعليه التعامل معها بصبر وحنكة، لذلك تبرز ضرورة تأطير العمل السياسي والتفاعل مع تطلعات الاجيال الشابة، وهي ليست عصية على من واكب مسيرة “ابو العبد” الحافلة والنادرة في العمل السياسي في لبنان.
Related Posts