الموارنة في طرابلس ليسوا لقمة سائغة!… مصباح العلي

منذ عزوف النائب الراحل جان عبيد عن الترشح في العام 2005، شكل المقعد الماروني في طرابلس هدفا اساسيا سعت الاحزاب والتيارات السياسية المسيحية إلى تحقيقه، ما يعني اقتناصه كمقعد نيابي، بينما رمزيته الوطنية والمحلية ابعد من ذلك بكثير.

منح  جان عبيد سمة الفخامة على المقعد منذ نقله من دير القمر الى طرابلس، كونه مقعد كميل  شمعون، كما أصبغه بقيم مورانة طرابلس والجوار القائمة على التسامح والتمسك بالعيش الوطني الواحد، فمنذ 1992 وحتى الـ 2005 كان المقعد الماروني يعبر عن تلاوين الشمال و يجسد دور طرابلس وقرارها السياسي على الساحة الوطنية.

بعدها تحول المقعد إلى مجرد  جائزة ترضية، فكان التحاصص، ما أضعف الدور المفترض وجعل من يشغله بصفة التابع، ليس تحاملا على الياس عطالله انه  اساء التمثيل واختزل دوره كنائب عن طرابلس باستئجار  شقة على طريق الميناء و “جلسة كأس عرق مع الرفاق”، وتبعه سامر سعادة الذي التقط النمرة الزرقاء وهاجر إلى البترون.

اليوم، لا يخوض سليمان عبيد معركته من باب الوراثة السياسية بقدر الدفاع عن حق طرابلس بتمثيل مسيحي مكتمل وعدم مصادرة قرارها باقتناصه ونقله الى خارجها، خصوصا ان الموارنة كما المسيحيين في طرابلس ليسوا لقمة سائغة يسهل ابتلاعها، فالمقعد الماروني ليس رقما وفق ما تتعامل معه القوى المسيحية بغض النظر عن انكفاء التيار الحر او ابتعاد الكتائب وخلو الساحة أمام القواتالتي تخوض هذه المعركة من خارج النسيج السياسي الطرابلسي.

وهذا ما يكشف غربة من يدعي تمثيل المسيحيين في لبنان عن مسيحيي طرابلس بكونهم عامل اساسي من نسيج طرابلس لا يمكن التفريط به مطلقا، كما لا يجوز استغلالهم سياسيا، و هنا يبرز التساؤل عن رؤية القوات ومرشحها تجاه المدينة وأهلها، إذ هل من المعقول ان يتولى ايلي الخوري الدفاع عن معرض دولي يحمل اسم الشهيد رشيد كرامي.

أم ذلك من ضمن الهزل السياسي  القائم الذي يطبع الانتخابات الحالية؟!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal