سليمان جان عبيد: إرث طرابلس التي أحبت والده!… عبد الكافي الصمد

عندما توفي النّائب السّابق جان عبيد في 8 شباط 2021 عن عمر ناهز 82 عاماً، توجّهت الأنظار إلى نجله سليمان ليخلفه في المقعد النيابي الذي فاز به والده في ثلاث دورات إنتخابية متتالية في أعوام 1992 و1996 و2000، بعد استحداث المقعد الماروني في عاصمة الشّمال قبل دورة إنتخابات 1992، حتى قيل إنّ هذا المقعد خُصص لجان عبيد تحديداً.

بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وعزوف عبيد حينها عن الترشّح، جرى التعاطي مع هذا المقعد كجائزة ترضية، فأُعطي في دورة عام 2005 إلى النّائب السّابق إلياس عطا الله إبن منطقة الشّوف، وفي دورة عام 2009 إلى النائب السّابق سامر سعادة القادم من منطقة البترون، قبل أن يعود المقعد إلى أصوله وقواعده في دورة إنتخابات عام 2018، بعد فوز النائب الراحل عبيد به مجدّداً، إثر ترشّحه على “لائحة العزم” متحالفاً مع الرئيس  نجيب ميقاتي.

يدرك سليمان عبيد جيداً سيرة والده وحجم الإرث الكبير المُلقى على عاتقه، فهو بدأ صحافياً قبل تحوّله إلى سياسي مخضرم، إبتداءً من كونه مستشاراً سياسياً لرئيسي الجمهورية إلياس سركيس وأمين الجميل، قبل أن يصبح نائباً عن طرابلس، المدينة التي عاش فيها وأحبها، 4 دورات إنتخابية، ووزيراً مرتين في حكومتين للرئيس الرّاحل رفيق الحريري، الأولى عام 1996 وزيراً للتربية الوطنية والشباب والرياضة، والثانية في عام 2003 وزيراً للخارجية والمغتربين.

غير أنّ هذه السيرة الحافلة للنّائب الراحل يعرف نجله سليمان، المرشّح اليوم على لائحة “للناس” عن المقعد الماروني نفسه، أنّها بدأت من طرابلس وانتهت بها، وأنّ المدينة التي عاش عبيد الأب فيها، وتجوّل في حاراتها وأسواقها وشوارعها، ونسج علاقات واسعة مع نخبها ومع فاعلياتها ومواطنيها، كانت تنظر إليه على أنّه واحداً منها، ليس غريباً عنها ولا طارئاً عليها، ولا خارجاً عن نسيجها كما حال كثيرين في السّابق واليوم.

سليمان عبيد ليس مطالباً بأن يكون صورة طبق الأصل عن والده، وليس هذا الأمر مطلوباً من سواه أيضاً، فلكل شخص تجربته الخاصّة إنطلاقاً من الظروف العامّة التي يعيشها، بل إنّ عبيد الإبن يُقدم على خوض تجربة جديدة إنطلاقاً من إرث والده، وهو ترجم ذلك في الأيّام الأخيرة منذ ترشّحه على لائحة “للناس” حتى اليوم هذا الأمر، ولمس أنّ أبواب المدينة ومنازلها ومنتدياتها مفتوحة في وجهه.

يعرف سليمان عبيد أنّ طرابلس المدينة التي احتضنت والده على استعداد لاحتضانه أيضاً، وهو أدرك خلال جولاته الإنتخابية الأخيرة منذ ترشّحه للإنتخابات، وخلال لقاءاته مع أصدقاء والده ومع وجوه شبابية بنى معها علاقات زادت إلى رصيد والده رصيداً إضافياً، أنّ الفرص متاحة أمامه للنجاح والفوز، وأنّ المهمة سهلة بالنظر إلى الإرث الشخصي والسياسي الذي يملكه، وإلى لائحة “للناس” التي انضوى فيها، وإلى تاريخ حافل لطرابلس من الوفاء مع من أحبوها وكانوا صوتها، فبادلتهم بالمثل.


Related Posts


       

    

  

  

Post Author: SafirAlChamal