قبل اسبوعين من موعد الانتخابات النيابية، تبدو زغرتا للوهلة الاولى هادئة جداً، فلا يافطات ولا صور انتخابية ضخمة تتدلى من البنايات او ترتفع على الشرفات جرياً على عادة متبعة عند كل استحقاق انتخابي، ولكن من يتعمق اكثر في اتجاهات الحركة فإن كل المكاتب الانتخابية في نشاط ملحوظ من زيارات للمرشحين الى القرى والبلدات الى اللقاءات الى الاطلالات التلفزيونية الى التدقيق في حجم الاصوات ومحاولات شد المقترعين المترددين وصولاً الى الجيوش الالكترونية الناشطة جداً في تظهير الوجه الإيجابي لمرشحيها والتركيز على سلبيات واخطاء الخصوم.
“كلنا اهل”، يقول احد الناخبين في زغرتا لـ”سفير الشمال” مؤكداً ان الإنتخابات النيابية محطة هامة تعكس توجه الرأي العام ولكن ليس من المسموح ان تتحول الى محطة للتشرذم والانقسام بين ابناء البلدة الواحدة، كاشفاً ان قضاء زغرتا لطالما عكس صورة راقية وديمقراطية في كل الاستحقاقات الماضية التي جرت من دون “ضربة كف” والتي فور اعلان النتائج نقول “غداً يوم اخر” وتعود الحياة الى مسيرتها الطبيعية.
في احد افران المناقيش في قضاء زغرتا ترتفع الاصوات في جدال انتخابي حول من هو الافضل للمنطقة ومن وقف الى جانب اهلها في السراء والضراء وبين من يريد التغيير واعطاء فرصة لوجوه جديدة، وكل مشارك لديه حججه واسلوبه في عرض وجهة نظره، اما الهم الاكبر للطرفين فهو الوضع الاقتصادي الضاغط الذي لم يوفر احداً من شره والذي يتفوق الكلام فيه عن اي كلام اخر، لاسيما ان القلة طرقت ابواب معظم البيوت في هذا القضاء الذي كان حتى الامس القريب شبه مرفه واهله يعيشون في يسر وبحبوحة.
لمن سيقترع اهل زغرتا؟ سؤال يؤكد احد المراقبين انه في المبدأ وحتى الساعة سيبقى القديم على قدمه وسيعود قضاء زغرتا لإنتخاب نوابه انفسهم الا اذا توفرت عدة معطيات مع بعضها البعض.
ويضيف قائلاً: أولى هذه المعطيات هي اصوات المغتربين التي تفيد التوقعات انها ستكون تغييرية بنسبة لا بأس بها الا ان العمل جار من قبل كل المرشحين لاستقطاب الأصوات المترددة بين هؤلاء، اما المعطى الثاني فهو اصوات الناخبين السنة في القضاء وهل ستكون اصواتهم بلوكات ام متوزعة؟، فيما المعطى الثالث فيتمحور حول اصوات النائب السابق سليم كرم الذي انسحب من السباق الانتخابي من دون ان يعلن لمن سيجير اصواته وإذا جيرها لاحد المرشحين هل ستلتزم “العرة”، وهو اسم يطلق على مناصري ال كرم في زغرتا، بهذا التجيير؟…
ويختم المراقب حديثه بالتأكيد ان روما من فوق لا تشبه روما من تحت وبالتالي فإن كل التوقعات تبقى مرهونة بتوجه الناخب في الساعات القليلة التي تسبق موعد فتح صناديق الاقتراع حيث سيجني كل مرشح ما حصده طوال مسيرته السياسية فإن زرع الريح لن يحصد الا العاصفة، وان زرع الانماء واقتراحات القوانين والوقوف الى جانب ناسه واهله ومنطقته سيحصد اصوات المقترعين..
Related Posts