تكاد تكون المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الأولى ـ عكار شبه محسومة لجهة فرز التحالفات وحتى التوقعات بالنسبة للفائزين، فبالرغم من كثرة عدد اللوائح (ثماني لوائح إنتخابية) الا أن ثلاث منها أو أربع يقدر لها تأمين حاصل إنتخابي، وبالتالي فان المنافسة محصورة بين اللوائح الأساسية وهي لائحة “الاعتدال الوطني” أي لائحة نواب المستقبل، ولائحة “عكار أولا” أي لائحة التيار الوطني الحر وحلفائه، لائحة “عكار”، أي القوات اللبنانية وحلفائها، أولائحة “الوفاء لعكار” التي تضم منسق تيار العزم هيثم عز الدين ورجل الأعمال علي طليس وآخرين.
وبالرغم من أن حفل إطلاق اللوائح إتسم بالعناوين العريضة لجهة المطالبة بالانماء وإزالة الحرمان، أو المطالبة بضرورة التغيير والتخلص من الطبقة الحاكمة وإنتاج ممثلين جدد، الا أن الحرب الباردة ومعركة شد العصب إنطلقت بشكل علني خلال إعلان لائحة “عكار أولا” من منطقة وادي خالد عبر كلام النائب أسعد درغام الذي وجه إتهامات مباشرة للقوات اللبنانية مذكرا إياهم بالماضي الأسود والارتهان للخارج، متهما إياهم بشراء الذمم في عكار. وهو ما إستدعى ردا من النائب خالد الضاهر المتحالف مع القوات اللبنانية حيث أكد أن المطلوب إنقاذ الشعب من جهنم ودعاتها”.
من جهتها حرصت القوات التي تتحصن خلف النائب والوزير السابق طلال المرعبي بهدف الحصول على الغطاء السني وضمان الرافعة التي من المفترض أن يشكلها المرعبي مستخدما بذلك تاريخ العائلة وإرثه في العمل السياسي، على إعتماد خطاب التغيير، وأهمية الاستحقاق الانتخابي وتحقيق الإصلاحات ومحاربة الفساد والتهريب وهدر أموال الدولة واستعادة الاموال المنهوبة”.
مما لا شك فيه أن الأكثرية السنية في عكار لا تستصغ التحالف مع القوات اللبنانية، وأن عناوين المعركة بين اللوائح الأساسية سيكون التركيز على القوات اللبنانية. وفي هذا السياق علمت “سفير الشمال” أن “المستقبل” يعدون العدة لمواجهة القوات بكل الأسلحة المتاحة وهم سيعيدون التذكير بمحطات الغدر والخيانة التي تعرض لها الرئيس سعد الحريري مرارا من معراب، لا بل حتى سيعمدون لنبش الماضي الأليم والتذكير بحاجز المدفون والقتل والغدر والخيانة. ويُعد النائب وليد البعريني رأس حربة في هذا الهجوم وهو الذي لم يوفر القوات بتغريداته وبياناته، ولن يترك أي طريق الا ويحاول قطعها على القوات”.
“التيار الوطني الحر ليس غريمنا في هذه المعركة وهو على الأغلب سيتمكن من المحافظة على نفس عدد المقاعد ولكن معركتنا الأساسية ستكون ضد من يطمح بوراثة السنة في لبنان”، يقول مصدر من لائحة “الاعتدال الوطني”.
الواقع نفسه بالنسبة للتيار الذي يخوض المعركة في كل لبنان كما في عكار بهدف تحقيق أكبر عدد ممكن من المقاعد، أو أقله المحافظة على المقعدين اللذان حققهما في إنتخابات العام 2018، ( النائبان أسعد درغام ومصطفى علي حسين). وهو ما حسمه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خلال مهرجان إعلان المرشحين من الفوروم دي بيروت: حين رد على التسريبات الاعلامية التي يستغلها بعض المرشحين، للايحاء بأن أصوات التيار ستجير لصالحه ضد زميله في اللائحة، وقال: “سنتدخل عندما نشعر أننا قد نخسر مرشحين للتيار بسبب تنافسهما في الوقت الذي يمكن فيه الفوز، تماما كما يجري في عكار.
وأضاف: “عندها سنتدخل علنا لتأمين نجاح المرشح الذي يمتلك حظوظا أكبر بالفوز، ونحن نسعى للحصول على مقعدين، أو مقعد واحد، ولكن لن نقبل بصفر مقعد”.
كلام باسيل، يؤكد على ضرورة مواجهة القوات في عكار عبر المحافظة على المقعد الذي يشغله النائب درغام، خصوصا أن القوات تتباهى بإمتلاكها حاصلا إنتخابيا سيكون كفيلا بإيصال مرشحها وسام منصور(روم أرثوذكس) خلفا للعميد وهبي قاطيشا، كما تسعى لتأمين حاصل آخر يكون إما للسنة أو العلوي. فهل ينجح “تحالف” المستقبل ـــــ التيار في تطويق القوات في عكار؟
Related Posts