انتهت مهلة تسجيل اللوائح رسميا وبدأ العد العكسي لحصول الاستحقاق الانتخابي بعد 40 يوما حيث من المتوقع ان تشهد الدوائر الانتخابية تصاعدا في الحمى التنافسية بهدف شد العصب وتحقيق الأهداف على جبهة الحواصل الانتخابية.
رسميا 103 لوائح و718 مرشحا لكل الدوائر الانتخابية في لبنان منها 7 لوائح لدائرة الشمال الثالثة: “رح نبقى هون”، “شمال المواجهة”، “شمالنا”، “قادرين نغيّر”، “وحدة الشمال”، “نبض الجمهورية القوية”، “وعّي صوتك”. وتضم هذه اللوائح 11 مرشحا عن المقعدين المارونيين في قضاء البترون هم: ربيع جرجس الشاعر، ليال سمعان بو موسى، وليد جرجس حرب، جوال ميشال الحويك، غياث ميشال يزبك، جان انطون خيرالله، مجد بطرس الخوري حرب، ليال طوني نعمه، جبران جرجي باسيل، جوزف ميشال نجم، ميرنا شربل الخوري حنا . إثنان منهم خاضا التجربة الانتخابية سابقا، هما النائب جبران باسيل والزميلة ليال بوموسى والتسعة الآخرون يتقدمون للمرة الأولى لخوض معركة تطرح حول نتائجها تساؤلات وتنشط التحليلات والاحصاءات وحسابات الحواصل والاصوات التفضيلية لينتهي الأمر الى أن لا نتائج محسومة حتى الساعة ولعبة الحواصل هي سيدة الموقف في قانون النسبية مع الصوت التفضيلي ويوم 15 ايار لن يخلو من المفاجأت.
دائما في الاستحقاقات الانتخابية تكون العين شاخصة الى البترون لما لها من رمزية مهمة بالنسبة للمكونات اللبنانية بما فيها الأحزاب، وخسارة مقعد البترون ليس بالامر السهل ولا يمر مرورا عابرا باعتبار أن نتائجها تشكل مؤشرا لما بعد كل إستحقاق إنطلاقا من الساحة البترونية خصوصا بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. الأول متمسك بمقعد البترون لما له من رمزية تاريخية والثاني مرشحه الأول والأساس هو رئيسه النائب جبران باسيل والمعركة بالنسبة للاثنين “يا قاتل يا مقتول”.
والبترون تحتضن تنوعا من الأحزاب والتيارات السياسية والى جانب هذه الاحزاب هناك قوى لها ثقلها الذي تسعى بكل ما لديها للحفاظ عليه واستعماله لكسر الخصم والفوز بمقعد نيابي. ومن هذه القوى الوزير والنائب السابق بطرس حرب الذي ابتعد عن الساحة الانتخابية لصالح نجله المحامي مجد في محاولة لاستعادة المقعد الذي فاز به والده لدورات متتالية. ومن تنورين ايضا الرئيس السابق لمجلس إدارة مستشفى تنورين الدكتور وليد حرب الذي انضم الى النائب جبران باسيل في لائحة “رح نبقى هون”، والمحامي ربيع الشاعر مرشح “شمالنا” والمرشحة المستقلة المدعومة من القوات اللبنانية ليال نعمه التي انضمت الى مرشح القوات غياث يزبك في لائحة “نبض الجمهورية القوية”.
ومن وسط البترون إبن بلدة شبطين المهندس جوزيف نجم المرشح الوحيد على لائحة “وحدة الشمال” لتيار المردة بالاضافة الى مرشحين على لوائح غير مكتملة.
وتشهد المنطقة تنافسا حادا وشرسا في السباق الانتخابي والبترون اعتادت على معارك كسر العظم ولدى أهلها لذة في إدارة مثل هذه المعارك نظرا للتحدي القوي بين الأطراف والاحزاب المتنافسة إلا أن الغموض يخيم على أفق النتائج والتوقعات غير واضحة في ظل إنقسام كتائبي وضياع سني وحيرة شيعية حيال توزيع الاصوات التفضيلية بين لائحتين حليفتين لحزب الله “وحدة شمالنا” المدعومة من رئيس تيار المردة ولائحة التيار الوطني الحر “رح نبقى هون”.
لا تزال صورة المشهد الانتخابي في منطقة البترون في ظل حركة خجولة للمرشحين باستثناء جولات هادئة وزيارات خاصة وحملات door to door حيث يتسابق المرشحون بين منزل وآخر في حين أن اللقاءات الشعبية والمهرجانات التي كان تنظم قبل اشهر من موعد الاستحقاق غائبة كليا عن الساحة البترونية وقد يكون الحديث عن العوائق اللوجستية والإدارية التي تهدد حصول الانتخابات دفع الجميع للتريث في تكثيف الحملات الانتخابية والاكتفاء باللقاءات التي تنظم مع المرشحين في القرى والبلدات والمراكز الحزبية.
لمعركة البترون نكهتها المميزة في هذا الاستحقاق مع وجود ثلاثة مرشحين أقوياء يتنافسون على مقعدين: مرشح القوات اللبنانية غياث يزبك ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والمحامي مجد حرب الذين يخوضون المعركة بأرقام متقاربة اما المرشحون الآخرون فمنهم من له حيثية معينة وأمل بالفوز بالرغم من عدم تأمين الحاصل الانتخابي وهذا ما يراهن البعض عليه وذلك في ظل القانون المعتمد وحسابات الحواصل والاصوات التفضيلية وبذلك قد تعلن البترون أم المعارك أماً للمفاجآت.
Related Posts