ماكينات البترون لم تنم ليلتها بحثا عن صوت تفضيلي إضافي!… لمياء شديد

على وقع الخطابات الرنانة وتبادل الشتائم يمينا وشمالا تخوض منطقة البترون اليوم معركة قد تكون من أشرس المعارك الإنتخابية في تاريخها وعلى مستوى كل لبنان.

فالمشهد الإنتخابي أعاد البترونيين الى إستحقاق 2018 حيث كانت الحماوة عنوان المعركة والحملات الإنتخابية خصوصا عشية الصمت الإنتخابي.

إشتعلت المنابر والشاشات الإعلامية بالمواقف الهجومية التي لم تعرف حدودا خصوصا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والمرشح المستقل على لائحة “شمال المواجهة” مجد حرب. فيما نظم المرشحون الآخرون حملاتهم الإنتخابية بهدوء مركزين على جولاتهم الإنتخابية وزياراتهم الى كل دار، صديق أو غير صديق، مؤيد أو غير مؤيد، مستعيدين علاقات قديمة ومراحل جمعتهم بناخب من هنا وآخر من هناك.

حاجات القرى الإنمائية والخدماتية حضرت في الحملات الانتخابية لجميع المرشحين، حيث راحت الماكينات الإنتخابية تبحث عن مشروع إنمائي من هنا، وحاجة من هناك، لطاقة شمسية في ظل أزمة انقطاع التيار، لمحروقات تعيد تشغيل مولد كهربائي بالإضافة الى خدمات أخرى تعليمية، إستشفائية، صحية، إجتماعية، وحصة غذائية من هنا وعبوة دواء من هناك قد تخفف من أعباء رافقت المواطنين البترونيين كسواهم من اللبنانيين خلال الأزمة الخانقة التي يتخبطون بها.

وأكثر ما يقال في البترون وإنتخاباتها أنها محطة من الجنون والتوتر لدى بعض المرشحين مقابل حملة ساكنة لدى البعض الآخر الذي يدرك تفاصيل المشهد الإنتخابي ويعي دوره الذي يقتصر على رفع حاصل لائحة أو قطع طريق على مرشح لا الفوز بمقعد نيابي.

هي البترون التي لطالما جذبت الأنظار والاهتمام من كل المعنيين بالاستحقاق الانتخابي على امتداد الوطن. فالمعركة في البترون لها نكهتها وميزتها وأهمية الفوز بمقعد فيها لها رونقها ولذتها في السياسة.

فالنائب جبران باسيل المنشغل بكل الدوائر الانتخابية التي يخوض التيار الانتخابات فيها هو أعطى للبترون حصتها من الجولات والصولات والنشاطات واللقاءات، وبالنسبة إليه خسارة هذه المعركة هي خسارة حرب بكاملها.

وكما في الـ 2018 أعاد باسيل خطابه الهجومي الشرس باتجاه الأخصام بهدف كسب معركة تكتسب أهمية كبرى ما دفعه، ومن أجل أن يطال أصوات تنورين التفضيلية، للتحالف مع الدكتور وليد حرب من تنورين الذي أكد عشية الصمت أن “تحالفي مع الوزير باسيل هو التزام بالمحافظة على الاصوات التفضيلية لجبران باسيل ومن باب الاخوة الصادقة أسعى لاضافة الاصوات التفضيلية وليس إنقاصها لان الاخوة تسقط كل الحسابات.”

أما القوات اللبنانية فعينها دائما على البترون وهي تعتبر أن لمقعد البترون رمزيته التاريخية والمحافظة عليه من خلال فوز مرشحها غياث يزبك هو من الأهمية بمكان خصوصا أن للقوات حضورها وثقلها وهي استطاعت أن تحافظ على تمثيل البترون في الندوة البرلمانية على مدى 3 دورات متتالية ومن الصعب عليها خسارة المقعد.

وبين التيار والقوات يخوض مجد حرب الانتخابات مصوبا التحالفات بدعم من حزب الكتائب اللبنانية ومتحالفا مع رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض ليخوض المعركة بجدية موجها أهدافه لكسب المعركة التي هي بالنسبة إليه معركة وجود بين التيارين الأقوى مسيحيا في البترون.

ولتيار المردة هذه المرة مرشحه جوزيف نجم الذي يخوض المعركة مستردا أصوات المردة في البترون بعد التنازل عنها في الاستحقاقات السابقة لصالح حلفائهم مرة لباسيل ومرة للنائب بطرس حرب.

وها هي لائحة “شمالنا” تضم ليال بو موسى وربيع الشاعر اللذين يخوضان هذه الانتخابات على أمل تحقيق الفرق وإحداث قفزة على طريق التغيير وكما تشير التوقعات أن اللائحة ستسجل نتيجة بفارق من الأصوات عما كانت عليه في العام 2018.

وهكذا كان ليل البترون كما عند كل إستحقاق، حركة ماكينات لم تتوقف، زيارات ليلية، اجتماعات، إتصالات اللحظة الأخيرة لتثبيت الاصوات التفضيلية التي تشكل رافعا لحاصل كل لائحة. والخطابات الأخيرة التي لا تزال اصداؤها تتردد في الفضاء البتروني هي كالرصاصة الأخيرة قبل نفاد مخزون الذخيرة التي تستخدم لكي تصيب في المقتل.

يوم بتروني شاق سيعيشه المرشحون وماكيناتهم ومؤيدوهم والمناصرون والمتابعون والمحللون والمتوقعون، هم جميعا ينتظرون على أحر من الجمر صدور النتائج التي قد تحمل مفاجآت في الأرقام والنتائج والأصوات والحواصل.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal