التفاح البتروني يواجه أقسى الأزمات.. ما هي الحلول المطروحة؟… لمياء شديد

بين مطرقة الازمات المتراكمة على مستوى المحروقات وسعر صرف الليرة والعوامل الخارجية وسندان استفزاز التجار، يقف مزارعو التفاح في تنورين وجرد البترون، كغيرهم من المزارعين في المناطق الجبلية الأخرى، على أطلال قطاع كان بالنسبة لهم مصدر رزق يؤمن لهم إكتفاء ذاتيا يغنيهم عن متاعب فرص العمل في القطاعات الأخرى. وحيال هذا الواقع لن يقف المزارعون مكتوفي الأيدي وقرار الصمود والمواجهة قد اتخذ لحماية المزارع وإنتاجه وإعادة تنظيم القطاع. 

اليوم يعاني التفاح اللبناني أزمات متعددة منها خارجية ومنها داخلية، ولعل غياب السياسات الزراعية الناجعة هو السبب الأساس لمعاناة القطاع، ولمزارعي التفاح في لبنان بشكل عام وفي الجرد البتروني بشكل خاص.

ولعل العامل الأكثر تأثيرا اليوم هو العامل الخارجي حيث أن تصريف التفاح اللبناني لطالما اعتمد على الأسواق الخارجية باعتبار ان السوق المحلي لا يستهلك الا 20 ٪ من التفاح اللبناني و80٪ منه كان يصدر إلى الأسواق الخارجية في مصر وليبيا والخليج العربي، أما اليوم فالأسباب السياسية الخارجية بين لبنان وبين هذه الدول عطلت عملية تصدير الانتاج اللبناني من التفاح، والمزارعون اليوم يطالبون بعملية إنعاش للأسواق الخارجية لإعادة هذا القطاع إلى سابق عهده. 

هذا العامل الخارجي أضيف إلى الأزمات الداخلية، ما جعل المزارع البتروني في حالة يرثى لها علما أن 80٪ من أهالي البلدات والقرى الجردية هم من مزارعي التفاح و70٪ منهم يعتمدون فقط على زراعة التفاح وحدها لتأمين معيشتهم والتثبت في أرضهم. 

إنها الزراعة التي منها بنوا بيوتهم وأسسوا عائلاتهم وأعالوها وعلموا أولادهم ووفروا لهم كل احتياجات العيش الرغيد. أما اليوم، ومع حلول موسم القطاف، فالتفاح البتروني يواجه أقسى الازمات وتعددها بين أزمة المحروقات التي عطلت عمل البرادات، وكلفة التبريد التي تراوحت بين 4 و 5 دولارات نقدا للصندوق الواحد، الى ارتفاع كلفة الانتاج وغلاء الأدوية والأسمدة، وكلفة الكهرباء وصولا الى استفزاز التجار واستغلالهم للازمات في محاولة للضغط على المزارع لشراء إنتاجه بأسعار زهيدة لا ترد تكاليف الموسم. 

رئيس تعاونية تنورين الزراعية المهندس رجاء سركيس، يؤكد أن “مزارعي التفاح لن يرضخوا لأي ضغوط ونحن بصدد التنسيق مع زملائنا في الجوار البتروني وفي المناطق الجبلية المجاورة للوقوف صفا واحدا وسدا منيعا في وجه محاولات ضرب الموسم الذي يشكل سندا مهما يعتمدون عليه كمصدر أساسي للعيش وتأمين متطلبات العيش.”

ويشير سركيس إلى أن “إنتاجنا من التفاح لا يستهان به والكميات تتراوح بين 350 و450 الف صندوق بالاضافة الى النوعية الجيدة والمميزة من التفاح ولن نقبل ان يكون المزارع الحلقة الأضعف وسنعمل على مواجهة كل العوامل والأزمات والتحديات الداخلية والخارجية التي بتزامنها زادت الطين بلة ووضعت المزارع في موقع المستضعف والحائر في أمره. صحيح أن وضع السوق المحلي والخارجي سيء الا أننا بتعاوننا وصمودنا سنتمكن من الخروج من الأزمة وحماية انتاجا وموسمنا”.

وقال: “نحن دفعنا الكثير لإنتاج جيد، وما دفعناه للكلفة كان على سعر صرف مرتفع رفع أثمان الأدوية والاسمدة والمبيدات وغيرها من مستلزمات الانتاج ولا يجوز أن نرمي موسمنا في الأسواق بأسعار لا تسد كلفته. من هنا كانت دعوتنا للمزارعين جيراننا في جبيل وبشري وكذلك في الجنوب للتفاوض والوقوف وقفة واحدة في وجه التجار وتوحيد الأسعار وتحديد سعر ال10 دولارات للصندوق للتفاح الاميركي و7 دولارات للتفاح القديم لأن انتظار روزنامات زراعية وسياسات زراعية غير موجودة في حسابات الدولة سيحولنا الى ضحية المحتكرين ومحاولات استفراد المزارع واصحاب بساتين التفاح. 

وختم: نحن كتعاونية سنكون العين الساهرة على مصلحة المزارع وسنعمل لأن نكون صلة الوصل المباشرة بين المزارع والتاجر وإلغاء دور السماسرة وصولا الى تنظيم القطاع. “


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal