انتخابات الرابطة المارونية: بروفا عن الخلافات المارونية او التنوع؟..

كتب المحرر السياسي

يختار ٨٨٩ مقترعا وردت اسماؤهم على لائحة شطب “الرابطة المارونية” رئيسا لها ونائبا للرئيس و١٥ عضوا، وذلك يوم السبت المقبل في التاسع عشر من الجاري المصادف عيد القديس يوسف.

التنافس يجري بين ثلاث لوائح هي: “رابطة لبكرا” برئاسة رجل الاعمال غسان خوري، “تجذر وصمود” برئاسة السفير خليل كرم، “موارنة من أجل لبنان” برئاسة المحامي بول كنعان.

والواضح أن المعركة محتدمة، لكن المعركة الحقيقية كما يقول العارفون الموارنة، هي بين السفير كرم ورجل الاعمال خوري.

وكانت جرت اتصالات بين الاثنين ليكونا في لائحة واحدة، ورحب السفير كرم بهذا الطرح، لكن بعض المحيطين بخوري مارسوا ضغوطا عليه، واقنعوه بترؤس لائحة، وأكدوا أن فرص النجاح أمامه مفتوحة،فاعاد الكرة وعمل على تأليف لائحة، كما فعل في استحقاق العام ٢٠١٩، بوجوه سبق أن ترشحت معه واخرى جديدة – قديمة، دخلت لائحته عندما لم تجد مكانا لها على لائحة السفير كرم.

وعلى لائحة خوري بعض الوجوه التي تشكل “نقزة” للنخب المارونية التي تخشى من الشديد وطروحاتها التي لا يمكن للنخبة داخل الطائفة تحملها. خصوصا أن بعض الرسائل النصية لأحد المرشحين أثارت حالا من الغضب حتى بين اعضاء “رابطة لبكرا” .

لائحة “تجذر وصمود” تتحرك بهدؤ، وثبات، وأعصاب متينة، تماثل طبع رئيسها الدبلوماسي المتمرس بانتخابات الرابطة التي سبق له أن خاض غمارها بنجاح قبل تعيينه سفيرا في الاونيسكو وتوليه منصب قائم باعمال السفارة اللبنانية بالفاتيكان.

وفي نظرة على أعضاء لائحته، فإن السفير كرم اختار نخبة من الوجوه التي تمثل المناطق، والبارزة في عالمها المهني، ولها توجهاتها الوطنية واراؤها السياسية كما سائر المواطنين، لكنها ليست حزبية وملتزمة كبعض المرشحين على لائحتيّ خوري وكنعان. مع الإشارة الى أن الأخيرين ينفقان بسخاء على معركتهما، ويعتمدان على الاعلام، علما ان قناعات “الرابطيين” في مكان آخر ، لأنهم يعرفون بعضهم بعضا، ويبنون حساباتهم بعيدا من هذين العاملين.

تبقى لائحة “موارنة من أجل لبنان” برئاسةالمحامي بول كنعان ، وهو كثير الحركة، و”زمبرك” بحسب بعض عارفيه، لكن ثمة من يعتبر انه اطلق “مهره قبل أن يحمى الوطيس” وانه يُكثر من الاطلالات الاعلامية، فيما المعركة هي في مكان آخر. وأن كنعان وخوري “المتنيان” يأكلان من صحن واحد. وأن الأول لم يتمكن بعد من اقناع الناخبين انه ليس حزبيا، رغم تذكيره الدائم لهم انه لا ينتمي إلى “التيار البرتقالي” ، بل إلى مدرسة العميد ريمون اده والبطريرك صفير. لكن ذلك لا ينفي وجود حزبيين في لائحته، وهذا ليس عيبا ولا محظورا بحسب مطلعين، لكن جمهور الرابطة المكتوي بنار التجاذبات الحزبية التي شلّت المجلس التنفيذي المنتهية ولايته، يؤثر أن تكون الرابطة مستقلة، دون أن يعني ذلك خلوها من حزبيين سياسيين شرط احترام خصوصيتها واستقلاليتها.

وعلى الرغم من محاولة كنعان الدائمة الايحاء بان بكركي والرهبانيات وبعض المطارنة إلى جانبه، فإن البطريرك الماروني قد أبلغ المعنيين أن الجميع هم ابناؤه ولا يميز بينهم احد منهم، وقد لا يكون البطريرك الراعي في لبنان يوم الاستحقاق، بسبب سفره إلى الخارج. وهذا الأمر كفيل بابطال اي ذريعة حول تدخله.

في اي حال ، فإن نتيجة انتخابات السبت المقبل في ال” FORUM DE BEYROUTH” ستحدد هوية الرابطة وطبيعة دورها وحدود اهتماماتها في المرحلة المقبلة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal