رفع اللبنانيون ولاسيما أبناء الطائفة المارونية يوم الأحد الفائت أيديهم لله العلي القدير كي يستجيب لدعوة البطريرك بشارة الراعي الذي ″قَبِل″ تكليف القديس بطرس لكي يسوس أبناء الطائفة، ولاسيما أنه دعا في عظته “الناخبين إلى خلق واقع جديد من الانتخابات المنتظرة في آيار المقبل.. لأن الوضع الخطير يفرض اتخاذ مواقف جريئة ومتقدّمة”.
السؤال الذي تبادر إلى أذهان الجميع هو، ماذا تستطيع الانتخابات أن تغير في أذهان الحكام والمسؤولين، خصوصا أن المنظومة الحاكمة تمسك بمفاصل الدولة منذ ثلاثين سنة على الأقل وليس هناك ما يشير مطلقاً إلى أن تلك الإنتخابات ستقلب الأوضاع رأساً على عقب؟. مبدين كل الإستغراب كيف أن غبطته لم يلاحظ أن الوضع خطير إلى هذا الحد والخروج منه لا يكون الاّ عبر الإنتخابات:
هل أن سطو مصرف لبنان والمصارف التي تنفذ أوامر قراراته وتدابيره على أموال المودعين لم يكن أمراً خطيراً مثلاً لكي يخرج سيد بكركي فيعلن على الأقل “حرماً “على من يقف وراء ذلك الإجرام المالي الذي قطع أعناق الناس بدون رحمة أو شفقة؟!
وهل أن التدابير والإجراءات (التي أقل ما يُقال فيها أنها غير أخلاقية وغير إنسانية) التي تعتمدها المستشفيات والمراكز الطبية تجاه من يضطرون الوقوف أمام أبوابها، أو من يحملون تبعات الأمراض الخطيرة والمزمنة. لا تصنّف في خانة “الوضع الخطير” الذي يتطلب من رجال الدين في الدرجة الأولى التحرك السريع لتنفيذ وصايا الكتب المقدسة؟.
وبماذا يمكن وصف اوضاع العائلات التي تكاد تتسوّل خبزها وقوتها؟، أليست خطيرة بما يكفي لرفع الصوت حولها، والسعي لمد يد العون لها من الأموال التي يتم جمعها باسم الفقراء والمعوزين، كما كان يفعل الآباء والقديسين الذين رهنوا صلبانهم من أجل القيام بما يتوجب عليهم!..
بالتأكيد من حق رجال الدين أن يتطرقوا في عظاتهم وخطبهم إلى الشؤون السياسية والإدارية التي تهم مواطنيهم. ولكن من حق “أبنائهم” عليهم أن يهتموا بمتطلباتهم المعيشية والحياتية وشجون المعوقين والجياع واليتامى والفقراء كما أوصى الرسل والأنبياء حتى يكونوا وكلاء أنقياء همهم الطبقات الدنيا من الناس البسطاء، لا أن تكون قمة اهتماماتهم رسم الخطوط الحمر لحماية من لا لزوم لحمايتهم.
Related Posts