منشار الدولار صعوداً وهبوطاً.. ورقبة المواطن تحت االمقصلة؟… مرسال الترس

مؤلمة جداً كانت صرخات المواطنين الذين وقفوا أمام الآت الصرّاف الآلي على ابواب المصارف مطلع ″شباط اللباط″ وهم يرفضون قبض رواتبهم بالدولار الأميركي وفق منصة صيرفة، لأنهم سيخسروا بها أمام أعتاب الصيرفة، فقط لأن من بيدهم الأمر قرروا أن يكون السعر المتداول في السوق اقل من سعر منصة الصيرفة بدون الدخول في الأسباب والموجبات، ولسان حالهم يقول كيف توفرت أوراق العملة الخضراء لدى المصارف، فيما هي بالأمس القريب تدّعي بأنه ليس لديها من تلك العملة الاّ الفُتات؟

إنه لبنان العجيب الغريب والمسؤولين اللبنانيين الأعجب والأغرب الذين يقفون متفرجين على من يتحكم بالسفينة المالية التي تحمل منشار الدولار صعوداً وهبوطاً في أجساد اللبنانيين غير آبهة بالنتائج والعواقب.

أفلا يكفيكم ما فعلتموه بابناء جلدتكم من المودعين الذين استفاقوا بين ليلة وضحاها ليجدوا أن جنى اعمارهم ذهبت هباء بين أرجل أحصنة السباقات غير الأخلاقية بين مصرف لبنان وإدارات المصارف بدون اي خجل أو وجل أو إحساس بالمسؤولية ولو المعنوية؟

أفلا يكفيكم ما أصاب الشعب اللبناني من طعنات في أنحاء مختلفة من جسده الذي تحوّل إلى هيكل عظمي، نتيجة الأرتفاعات الجنونية بأسعار الدولار ومعها القفزات غير الأخلاقية في أسعار المواد الغذائية وكل ما يتصل بالشؤون المعيشية والإجتماعية؟

منذ سنتين تعملون بدون شفقة أو رحمة على “مرمغة أنوف” اللبنانيين بالتسول والوقوف صفوفاً طويلة أمام المصارف أو ما يتصل بها بحجة أنه ليس لديكم دولارات لتسددوا مدخرات اللبنانيين الذين تركوا ودائعهم بالدولار أمانة بين أيديكم، فإنزلقت إلى جيوبكم في الخارج في ليالٍ ظلماء بدون أن يرف لكم جفن. فمن أين هبطت عليكم تلك الكميات القادرة على سداد رواتب الموظفين؟ 

بالأمس القريب أغرقتم اللبناني بالليرة اللبنانية التي باتت بلا قيمة واليوم تفرضون عليه قبض رواتبه بالدولار لأنه ليس لديكم ليرة لبنانية؟ فمتى كنتم صادقين بالأمس أم اليوم؟ الواضح أنكم بتم خارج الثقة منذ زمن بعيد ولكن المؤسف أن اللبناني لم يستطع إيجاد الطريقة المناسبة للإقتصاص منكم، لأنكم لم تتركوا له لحظة كي يلتقط أنفاسه لأن “مناشيركم” تعمل تقطيعاً بجسده الذي بات على قارعة طرق السياسات الإقليمية والدولية طالما أنه ليس لديه أي سقف يحميه! وباتت رقبته على مقصلة جشعكم ينتظر ساعة تهبط سكينتها الحادة جداً لتقطع رأسه!


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal