هل يقلقكم ماذا فعلتم بلبنان؟… مرسال الترس

هل لبنان على طريق الزوال واللبنانيون على منصة الإنقراض؟ أسئلة على هذا المستوى ومتفرعات لها طرحها اللبنانيون المتشبثون بهذه الأرض التي حفر صخرها أجدادهم وزرع ترابها آباؤهم، بعد الإحصاءات التي تداولتها وسائل الإعلام نهاية الأسبوع الفائت والتي تضمنت تراجعاً ملحوظاً في عقود الزواج، وإنهيار في منسوب الولادات خلال السنوات الثلاث في خضم أزمة غير مسبوقة، الأمور التي تضع لبنان على طريق الشيخوخة في العقود القليلة المقبلة.

فقد أشار مدير مركز الدولية للمعلومات جواد عدره إلى أنّه “بين الأعوام 2018 و 2021 سُجلت مؤشرات خطيرة لتراجع عقود الزواج بنسبة 7.2%، وتراجع الولادات بنسبة 32%، وارتفاع الوفيات بنسبة 35.6 %”.

وتابع: “حصيلة الزيادة السكانية في 2018 بلغت 67,360 شخصا،ً وانخفضت في 2021 إلى 28,405 + أعداد المغادرين بنحو 80 ألفاً، كلها مؤشرات إلى شيخوخة اللبنانيين المقيمين”.

يُفهم من ذلك ببساطة إلى أن تلك الأرقام تشير إلى أن اللبنانيين على الطريق نفسها التي مشتها الدول الاسكندينافية إلى الشيخوخة، بعدما تقدمت فيها الوفيات على الولادات، مما اضطرها إلى فتح أبوابها أمام اعداد كبيرة من المهاجرين من أريتريا ولاجئين من دول البلقان لاستعادة التوازن نوعاً ما، بعدما وصل النمو السكاني إلى ما دون الصفر. فهل يمكن ان يحصل ذلك في لبنان؟

المعطيات والوقائع تشير إلى أن كل الأمور مطروحة طالما أن المسؤولين قد ارتكبوا “السبعة وذمتها” لإيصال لبنان إلى أكثر من جهنم، بعدما نهبوا أموال الدولة وأفرغوا جيوب اللبنانيين بما أحتوت من مدخرات في المصارف وجروا اللبنانيين إلى أزمات معيشية وإجتماعية وإقتصادية دفعت بهم إلى الهجرة للبحث عن أماكن تذكرهم بما كانوا يعيشونه في أرضهم.

ففي النرويج مثلاً وبعد القلق من تبعات تراجع معدلات الخصوبة عملت الدولة على إعطاء النساء مبلغاً سنوياً يوازي  58400 دولار كمدخرات تقاعدية عن كل ولادة. فهل الدولة اللبنانية قادرة على القيام بأمر مماثل؟

ومتى ستصبح الدولة اللبنانية قادرة على معالجة الهجرة وتأمين فرص العمل للشباب كي يصمدوا على ارضهم؟

أسئلة وأسئلة عديدة ستبقى بدون أجوبة، لأن من أوصل الشعب اللبناني إلى هذا الدَرك، لن يستطيع إيجاد الحلول لتنشيط المجتمع وإعادة الحياة إليه في وقت تتراجع فيه أعداد اللبنانيين وتتقدم باضطراد ملموس أعداد الطارئين على هذه المساحة المحدودة من أرض كان يُحسد أهلها على ما لديهم، وباتوا يَحسدون من يستطيع الحصول على تأشيرة هجرة!


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal