رحمة بموتاكم… اوقفوا تصريحاتكم عن الكهرباء! … مرسال الترس

يكاد لا يمر يوم واحد او ساعات بدون أن يُتحف أحد المسؤولين أهل الوطن (الذين نسوا أن هناك طاقة كهربائية لدى الدولة اللبنانية) بـ ″بشرى سارّة″ عن الكهرباء ليتبين لهم بعد قراءة النص أن تلك البشرى هي وعد “قد يتحقق” بعد ثلاثة أو اربعة أشهر، ليكتشفوا لاحقاً أن ما قيل ضرب من الأوهام.

منذ ثلاثة عقود واللبنانيون يتصارعون مع الطاقة الكهربائية من دون أن يلمسوا أي تقدم، حتى باتت المولدات الخاصة وما نتج عنها من مافيات تسيطر على حياة اللبنانيين بكل تفاصيلها.

المؤلم في الموضوع الذي لم يعد يطاق ويفضّل اللبنانيون عدم سماع أية مواقف بشانه. أن اللبنانيين عاشوا منذ ثلاثين سنة على تبديل عواميد الكهرباء من أجل تحسين النقل، وعلى انتظار البواخر المُنتجة للطاقة من اجل رفع عدد ساعات التغذية. فتم تبديل الأعمدة بشكل شبه عشوائي، وأتت البواخر، وساعات التغذية تتراجع إلى أن وصلت إلى حدود الصفر، فيما الأموال تُغدق من قبل الدولة على الكهرباء بدون أن يلمس المواطن أي تحسّن ملموس.

منذ ثلاثين سنة يتحدث المسؤولون عن دراسة إمكانية إنشاء معامل لإنتاج الطاقة تارة على الغاز، وتارة على الفيول أويل، وتارة على المازوت أو ما شابه، وحتى الساعة ما يزال يسمع نفس المعزوفة بدون ان تتم محاسبة أي مسؤول عما حصل من تراجع في هذه الطاقة التي باتت محورية في حياة الإنسان.

منذ أشهر دخلت الفرحة إلى قلوب اللبنانيين بان شيئاً سيتبدل في هذا الإطار بعدما أعلنت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أن حكومة بلادها ستغض الطرف عن عقوبات قانون قيصر لنقل الغاز من مصر إلى لبنان من إجل انتاج الكهرباء، ولكن حتى الساعة الكلام شيء والتنفيذ أمر آخر، وما زلنا في دوامة السماح أو عدم السماح وهل سيمول البنك الدولي ذلك ام لا!

منذ حوالي الشهر تم توقيع عقد مع وزير الطاقة الأردني لإستجرار الطاقة من المملكة، وتوقيع عقد آخر مع وزير الطاقة السوري لنقل الغاز من مصر ليفاجئنا منذ يومين تصريح لوزير الطاقة اللبناني وليد فياض تحت عنوان “بشرى سارة” إلى اللبنانيين وفيه “أن عنوان المرحلة الاولى من خطة الكهرباء هو زيادة التغدية إلى 8 و10 ساعات يومياً”. ولكن اللافت في تصريح “معاليه” أن هذه  الخطة لن تبدأ قبل الربيع المقبل. ومشيراً إلى أن “الحصول على التمويل من صندوق النقد الدولي مرتبط بالحصول على الاعفاءات والتأكد من أن الاموال المقدمة لن تُهدر”.

وأوضح الوزير الناشط أن “لبنان يحصل اليوم على ثلاث ساعات كهرباء يؤمنها عن طريق الفيول أويل العراقي وكلفتها 70 مليون دولار شهريا، وسنصل الى 17 ساعة كهرباء بحلول العام 2023”. وبمعنى واضح أننا ما زلنا نعيش على الأمل المفقود!

فرجاء من كل المسؤولين وقف التصريحات عن الكهرباء الى حين تصبح تلك الطاقة متوفرة في المنازل، فقبل أن يرى اللبنانيون الوقائع في المصابيح لا يرغب أحد منهم سماع أية وعود من أحد لأنه سيواجهه بكيل من الشتائم بمستويات مختلفة على مطلقها!


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal