في زمن الفقر والغلاء.. هل سيزور بابا نويل أطفال لبنان؟… حسناء سعادة

ككل سنة يعود عيد الميلاد في موعده الثابت منذ 2021 سنة، وككل سنة تعم العالم كله الفرحة بهذا العيد المجيد، فترتدي شوارع الكون زينة الميلاد وتتنافس المدن في احتفالاتها الميلادية لاستقطاب السواح وتعم البهجة القلوب والوجوه وينتظر الاطفال هداياهم من بابا نويل.

هذا ايضاً كان يحصل عندنا في لبنان في الماضي القريب جداً ولكن معظمنا اليوم يتساءل “عيد بأية حال عدت يا عيد وحالنا بعيدة جداً جداً عن جو الاعياد؟”.

فأي عائلة لبنانية بإمكانها اليوم أن تشتري ضيافة العيد او أن تصنعها في المنزل؟ فمن غلاء الغاز الى السعر الجنوني للحليب والزبدة والكاكاو استغنت العائلات باكثريتها عن حلوى العيد التقليديةbûche de noêl  وقررت أن الشوكولا لزوم ما لا يلزم حيث أنها بالكاد تأكل خبزها كفاف يومها هذا إن اكلت!.

وهل بإمكان الاهل تأمين ولو بعض من قائمة الهدايا التي يرسلها اولادهم في اسبوع الميلاد الى بابا نويل إذ أن اي لعبة عادية بات سعرها يفوق المليون ليرة فكيف بالألعاب التثقيفية او الالكترونية؟ ما يعني أن مئات الاطفال لن يشعروا بفرح العيد هذه السنة ولن يحصلوا على العاب يحلمون بها او ثياب جديدة على جري العادات في الاعياد، فيما معظم الاهل في حيرة فهل يقولون لهم إن بابا نويل لن يزورهم بفعل جائحة كورونا ام يعلنون الحقيقة بأن القيمين على الحكم سرقوا حتى فرحة الاعياد منا؟.

وماذا عن زينة الميلاد التقليدية التي ترتديها الشوارع والبيوت هل ستكون متوفرة؟.. بالتأكيد كلا، فالبلديات بالكاد مستحقاتها تكفيها لرفع النفايات ودفع أجور العمال ما يعني أن الشوارع ستغيب عنها الاضواء وبهجة العيد الا لمن استعان بزينة العام الماضي، كما أن المنازل بالكاد تضيء لمبة واحدة فكيف ستسمح ميزانياتها بشعشعة المنازل.

رب قائل إن العيد خشوع وايمان وكل ما تقدم يدخل في اطار المظاهر، ولكن كيف لنا أن نخشع وافكارنا مشردة بين تأمين لقمة العيش وايجار المنزل وثمن اشتراك المولد والدواء؟، كيف نخشع واولادنا في العيد مشتتون في اصقاع الارض بعيداً عن دفء عائلاتهم واحضان اهلهم بفعل الحالة التي اوصلوا بلدنا اليها ؟.

يقال إن الشكوى لغير الله مذلة ونحن ليس لنا غيره لتقديم شكوانا بعد أن فقدنا الامل بطبقة حاكمة لا تسمع انين الشعب ولا تكترث.

في العيد تكبر الحسرة اكثر من بقية الأيام فوجع القلة يزداد، وألم العوز يتفاقم، والطاولة الخالية من الاولاد تقهر الروح، والبيوت المظلمة تكسر القلوب.

قد تكون الزينة والهدايا والثياب الجديدة مجد باطل في نظر البعض ولكن ماذا نسمي الجوع والعوز والفقر وفقدان الامان وانتظار الحصص الغذائية من المحسنين الجمعيات وانعدام افق الحل واسوداد الرؤية؟.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal