ألم تكتفون من وضع الملح على جروح اللبنانيين؟… مرسال الترس

الشرائح الأكبر من اللبنانيين باتت تتمنى أن لا ترى شمس اليوم التالي، كي لا تسمع وترى ما يصيب ذاك الشعب الذي تغنى بوجوده على هذه الأرض التي أشارت إليها الكتب المقدسة عشرات المرات.

منذ سنتين على الأقل بات هؤلاء اللبنانيون ينامون على ضيم ويستفيقون على ضيم أشدّ. بينما الإجتماعات تتوالى والمواقف “تأخذ بعضها” من دون ان يلمس أحد أية قرارات فعلية وجدية تساهم في التخفيف من وطأة ذلك الجحيم الذي وصل لهيبه إلى الأدوية والمستشفيات، وغداً “الدولار الجمركي” وما أدراكم ما هو هذا الدولار الذي سيلهب الأسعار عشرات المرات!

بالأمس القريب أتحف حاكم مصرف لبنان أهل الوطن بمطالعة تريد أن تُقنع اللبنانيين بأنه بريء من دم ذلك الصدّيق الذي يُسمى الشعب اللبناني الذي كان ينتظر منه:

أن يتحفه بإجراءات تضبط سعر الدولار الأميركي تجاه ما كان يُسمى بالليرة اللبنانية التي كان حكام لبنان قبل خمسين سنة يرسلون الآلاف منها لدعم هذا الشعب أو تلك الدولة، فباتت تُرمى في سلال مهملات الدول لأنها لا تصلح أن تكون ورقاً في مرحاض!

أو أن يتحفه بمحاولة إقناع اللبنانيين بأن ما كان يقوله لهم عن قوة الليرة اللبنانية لم يكن كلاماً دقيقاً بل ذرٌّ للرماد في عيونهم ليستفيقوا في اليوم التالي فيجدوا أصنافاً جديدة من الأملاح على جروحهم!

أو أن يُتحف أولئك المودعين الذين وضعوا جنى أعمارهم وعرق جبينهم في مصارف كانت تحت رحمته فتصرفت بأموال الناس كما يطيب ويحلو لها وهو كأنه “شاهد ما شافش حاجة”، مع العلم أن مناظيره عندما يرغب تكون شديدة الدقة!.

أو أن يتم الإعلان عن خطوات جلية وواضحة بشأن التدقيق الجنائي والكابيتول كونترول وما اليها.  

أو أن يتحف الشعب بتصريح موثّق بادلّة دامغة بأن كميات الذهب التي كان يعوّل عليها اللبنانيون بأنها ستكون صديقهم عند الضيق، ما زالت قابلة للاستخدام لدى الوصول إلى جهنم السابعة!

علمياً إن نسبة الأملاح الخفيفة قد تساعد على ترطيب الجروح وتعمل على سرعة التئامها، لكّن التركيزات العالية من الملح. تتسبب بتأثيرات عكسية تؤدي إلى تيبّس الجروح وتأخير التئامها. بالإضافة إلى أن ملح البحر يمكن أن يحتوي على الميكروبات والجراثيم، ويبدو ان بعض المسؤولين في بلادنا لا يستطيبون إلاّ أملاح البحار ليضعوها على جروح اللبنانيين.

البعض هدّد اللبنانيين يوماً بإعادتهم إلى العصر الحجري، ويبدو أن بوتقة من مسؤولينا “يضعون كتفاً” مع ذاك البعض بمعرفة أو بتواطئ من أجل تحقيق رغباته!..


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal