نظّمت جمعية “معكم” الخيرية الإجتماعية بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان حفل اختتام مشروع” Hope” او “الأمل” على مسرح ثانوية روضة الفيحاء في طرابلس بحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلاً بمدير مكتبه الدكتور جمال كريّم، المسشارة الثقافية في سفارة الولايات المتحدة الأميركية هرميليا يفتر، وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي ممثلاً برئيس الدائرة التربوية في الشمال الدكتور نقولا الخوري، وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي ممثلاً بقائد منطقة الشمال في قوى الأمن الداخلي العقيد يوسف درويش، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، السيّدة شفيقة بدر ونوس، الرئيس الفخري لجمعية “معكم” الخيرية الإجتماعية الدكتور مصطفى علوش، المشرفة العامة على جمعية “معكم” السيّدة غنى الأسطى علوش، مدراء وأساتذة وأمناء سرّ كليات الجامعة اللبنانية في الشمال، داعمي جمعية “معكم” ورؤساء الجمعيات والناشطين الإجتماعيين في طرابلس، وأعضاء جمعية “معكم” ومدربي وأساتذة وطلاب مشروع Hope وذويهم.
بداية الحفل مع النشيدين اللبناني والاميركي، كلمة ترحيبية من كارولينا غمراوي، ثم ألقت علوش كلمة جاء فيها:
“يقول الطغرائي في مقدمة قصيدته الشهيرة “لامية العجم” في بيت أصبح حكمة للأجيال وهو:
“أعلل النفس بالآمال، أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”
HOPE او الأمل، كلمة نرددها كل يوم وهي تحمل كل معاني وجودنا.
هي الحلم بأن الغد سيحمل بشارة السعادة والرضى، هي السعي الذي من خلاله نتخطى الصعاب، هي اليد التي تمتد إلى المستقبل لتطال أبعد النجوم، هي التجاوز والتسامي المستمر على الحاضر، وهي النور الذي نراه دائما في آخر النفق، وهي الإحساس الذي يؤنس الوحشة في الظلمة لأن الصبح آت حتماً “.
وأضافت علوش ” مشروع HOPE ابتدأ بحلم وكانت السفارة الاميركية في بيروت هناك لتسمع وتموّل مشروعنا وعندها اصبح الحلم حقيقة. لهذا جئنا اليوم لنحتفل بختام مشروع HOPE الذي بدأناه منذ أربع سنوات مع مجموعة من شاباتنا وشبابنا آثروا اعتناق مبدأ الأمل بدل انتظار الفرج. فالفرج لن يأتي إن لم نسع وراءه. هم وجدوه من خلال الإصرار على العلم لكونه الخيار الأكثر نجاعة في السعي وراء الحلم بمستقبل أفضل”.
وتابعت علوش “خلال المشروع وعلى مدى اربع سنوات استطعنا الوصول ودعم 167 طالبا في جميع كليات الجامعة اللبنانية في طرابلس. انهم هؤلاء الشابات والشبان الذين نسلّمهم اليوم شهادات ختام هذا المشروع الطموح والرائد، الذي أنطلق كتجربة أولى لدعم طلاب في الجامعة اللبنانية، من خلال مساعدتهم وفسح المجال امامهم لاكتساب مهارات حياتية واجتماعية وإشراكهم في العمل التطوعي. كذلك كانت لهم الفرصة لتعلم اللغة الانكليزية والكمبيوتر، فتحولوا من خلال هذا المشروع الى طاقات كاملة متكاملة للانطلاق الى سوق العمل . وما معنى التنمية البشرية الا ما نفّذه هذا المشروع مع شباب وشابات طرابلس؟”.
وقالت علوش “من هنا، فإن جمعية معكم الخيرية الاجتماعية، التي نفذت هذا المشروع، تدين بالشكر والعرفان لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلاً بقسم الديبلوماسية العامة في سفارة بلادهم في لبنان، لمنحنا الثقة بتمويلهم للمشروع على مدى السنوات الماضية. على أمل أن يتجدد هذا المشروع ويستكمل بمشاريع أخرى. وأن يشكّل هذا المشروع مثالاً يُحتذى به لتوجيه الموارد والمساعدات بشكل نافع وشفاف. فكم من الموارد هدرت على مدى السنوات والعقود لسوء التوجيه وقلة الدراية في أحسن الحالات”.
وأكدت علوش على “ان استثمار الموارد المتاحة في العلم هو أعلى قدر في ترشيد الإنفاق، وهذا هو المطلوب اليوم من السلطات في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها لبنان وهو بأن تجعل التعليم أولى أولوياتهم، وإلا فإن كل الجهود ستذهب هدرًا، طالما أنها لا تستثمر في الأمل بالمستقبل. والمستقبل لا يضمنه سوى العلم والمعرفة والانفتاح على الآخر من خلال فهم أن الاختلاف في الرؤى هو نعمة البشر. نحن اليوم نودّع ثلة من الشابات والشبان المنطلقين إلى آمالهم، وهم يحملون سلاحا جبارا هي شهادة الجامعة، في وقت يعد بعض الناس شبابنا بشهادة إلى العالم الآخر، وبسلاح آخر”.
وأشارت علوش الى انه “لم يعد سرّاً أن الوضع التعليمي في لبنان هو أحد الضحايا الأساسية للوضع الاقتصادي الحالي، وتزامنه مع الوضع الخطير الذي فرضه الكوفيد 19 على مجتمعاتنا. فالفئات الأكثر تأثراً بهذا الوضع هم الأطفال، وبالتحديد أطفال المناطق الأكثر فقراً وهم الذين يعانون من ضعف السند المنزلي في كافة النواحي. ان كان في الاهتمام او في التغذية وبالتأكيد في كون الكثيرين من الأهل يعانون من الأمية. لقد أثبتت الكثير من الأبحاث في المناطق الأكثر فقراً، أن إنشاء مراكز للأطفال في المناطق الشعبية لمرحلة ما قبل الدراسة هي الوسيلة الأكثر نجاحا لإطلاق الأطفال ودعمهم في تخطي التعليم الابتدائي. فالطفل الذي يدخل إلى المدرسة وهو يعرف القراءة والكتابة ومحاطا بالرعاية الصحية والغذائية والنفسية، يمكنه أن ينطلق بسهولة في التعلم، ومن ثم الوصول لتحقيق قدراته الكامنة، بدل أن تخنقها الظروف وتئدها في مهدها”.
وختمت علوش “لقد كانت لجمعيتنا محاولات جادة في الدعم المدرسي، ولكنها غير كافية لأنها تحتاج للكثير من الموارد التي لا تتحقق إلا بدعم واسع. ونحن كجمعية ندعو ذوي النيّات الطيّبة بأن يبادروا بمشاريع من هذا النوع اقتداءً بما قام به قسم الديبلوماسية العامة في سفارة الولايات المتحدة في لبنان، لأنه السبيل الأفضل لوضع الموارد وترشيدها في المكان المناسب”.
بعد ذلك جرى عرض فيلم تضمّن بعض النشاطات واللحظات المميّزة التي عاشها واختبرها الطلاب أثناء تنفيذهم مشروع Hope.
ثم ألقى عدد من الطلاب المشاركين في المشروع كلمات من وحي المناسبة شكروا من خلالها جمعية “معكم” والسيدة علوش على كل ما قدموه في سبيل نجاحهم في دراستهم الجامعية، واكمال مشروع Hope، مثنيين على دعم السفارة الأميركية في لبنان لهم لإنجاز هذا المشروع.
ثم ألقت يفتر كلمة جاء فيها “يسعدني أن أكون اليوم في طرابلس لأهنئكم جميعًا الطلاب وأولياء الأمور على عملكم الجاد وتصميمكم. لقد تم إنشاء هذا البرنامج خصيصاً لتوفير فرص تعليمية للشباب في طرابلس ، الذين كانت لديهم الرغبة في متابعة دروسهم الجامعية رغم افتقادهم للوسائل الضرورية للوصول الى هدفهم. لذلك أطلقنا على برنامجنا اسم “الأمل” لأننا ندرك أن التعليم يترجم مباشرة إلى أمل في المستقبل و بنفس القدر من الأهمية يوفر فرص العمل”.
أضافت يفتر “من خلال هذا البرنامج الطلاب لم يكملون دراستهم في الجامعة اللبنانية فحسب بل حضرت أيضاً تدريبات تكميلية في القيادة والتوجيه المهني. ان هذا البرنامج هو مجرّد مثال واحد على الدعم التعليمي الذي تقدّمه الولايات المتحدة في لبنان. لقد استثمرنا في مناهج المدارس الابتدائية وتدريب المعلمين وبرامج المنح الدراسية. ومن خلال برامج التبادل لدينا يسافر مئات اللبنانيين إلى الولايات المتحدة كل عام للدراسة والتطوير المهني”.
وأملت يفتر أن “يستمر الخريجين في الالتزام بالتعلّم وأن يتقدمون إلى برامجنا الأخرى في المستقبل حتى نتمكن من الاستمرار في مساعدتهم على النمو والتعلّم والازدهار”.
وتابعت يفتر “العام الماضي لم يكن سهلاً ، فقد تفاقمت الصعوبات التي واجهت المتدربين في استكمال الدورات الدراسية بسبب تفشي الوباء وبفعل التحدّيات الاقتصادية التي يواجهها لبنان ، مما تسبّب في مصاعب إضافية وحقيقية للغاية على عاتقهم جميعاً. لكننا جميعاً هنا اليوم ، ولا يزال هناك أمل ، والولايات المتحدة ملتزمة بدعم الشعب اللبناني من خلال المساعدات التعليمية والإنسانية والتنموية ، وكمية كبيرة من هذه المساعدات ننجزها هنا في طرابلس ، كبرامج الطاقة الشمسية ، المياه وبرامج الأعمال الصغيرة. وسنستمر في تحديد طرق جديدة لمساعدة المجتمعات وأطلب منكم مساعدتنا في هذا الجهد”.
وتوجّهت يفتر الى الخريجين بالقول “من الضروري أن يشارك كل واحد منكم في تنمية بلدكم من خلال إنهاء تعليمكم و البحث عن طرق لتحسين أو خلق الوظائف والنموّ و التصويت في الانتخابات المقبلة فأنتم القادة القادمون ، نحن نؤمن بكم ، ونشجعكم على إسماع صوتكم والدفع نحو المستقبل الذي يريده وطنكم. كما أتمنى أن تظلوا على اتصال معنا في السفارة ، وآمل أن أرى كل واحد منكم في المستقبل وأنتم تحققون أشياء عظيمة لمجتمعاتكم وبلدكم”.
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على الخريجين، والتقطت الصور التذكارية، ثم دُعي الجميع للمشاركة في حفل كوكتيل احتفاءً بالمناسبة.
Related Posts