آب اللهَّاب… بقلم: الدكتور باسم عساف

يبدأ شهر آب بإبتسامةِ العيد (للشرف والتضحية والوفاء…) ليأخذ التحية أمام أبطال القضية ويكون مستعداً دوماً وفق الوصية للدفاع عن الوطن وأبنائه من الرعية وليرفع الرأس عالياً بالمجد والعزِّ والحَمِيّة.

ونستمر مع آب بذكرى أليمة… تسببت بها فئة فاسدة لئيمة…. تُنعت بصفاتٍ عقيمة… مشبعةٌ بأمراضٍ سقيمة.. حَيَّرت الفئآتِ الحليمة… وروَّعت ذوي العقولِ الحكيمة… وأدخلتها في الغِيبَة والنَّميمَة… وأبعدتِ الحقيقةَ عن الطُرُق السَّليمة… وهي بالمعلومَةِ الصَّائِبة عليمة… وتَعميتُها باتت مَكسباً وغَنِيمة… ويَلزَمُهم أصحابُ الهِمَم والعَزيمة… لتنظيفِ الحُكمِ ممن ليسَ له قيمَة… وطردِ النفُوسِ اللئِيمَة…عن موائدِ الأرمَلة واليتِيمَة… وعمّا تسببته أياديهم في الجَريمَة… التي هبَّت لها الأيادي الكَريمَة… والتي فضَحت من أوصَل البلدَ للهزِيمة… فتسَاوَى بالفعل مع البَهيمَة…

شهر آب يتمادى بظله الثقيل على اللبنانيين، ويتمادى في الضغط حكومياً ومادياً وإقتصادياً بالملايين، لتستمر التجاذبات والمناكفات في كل حين، وإن تغيرت الوجوه والأساليب والتكليف مع السنين .

لكن تبقى النفوس اللوامة… والعقول المتحجرة القوامة… والرؤوس الفاسدة التي يلزمها حجامة… وما زالت هي هي.. ومتمترسة بمراكز وكراسي ومناصب متعفنة.. يلزمها إصلاح وتغيير… وينتطرها إزالة وتكنيس وتشهير… لتستمر معها الأزمات بالتمادي الكبير… فتدخل الشياطين من شعابها… وتتشدد في تنويع تفاصيلها لمحاصصات تشبع الذات والزوات… ويبقى تمرير الوقت وعمليات تسويف الأمور هي الرائدة، حتى تصل التسويات البائدة… وحينها نقول ما الفائدة… مع هذه الطغمة السائدة…

هل يكون شهر آب هو الفاصل وهو المؤشر لزوال هذا العهد قبل أوانه، والذي أصاب لبنان بحرمانه… حيث لم يشهد ذلك بزمانه… وتلون هكذا بألوانه.. لتضيف أحزابه مآسياً على أحزانه… حتى فاق كل أقرانه… ليفقد كل أوزانه..  ويبقى بالجحيم مع خذلانه.. حيث بات شعبه متعوداً على هوانه.

آب اللهاب يحرق القلوب.. قبل أن يحرق أشجار الغابات والحقول.. فحينما تذكر جهنم… فإنما هي نارها اللاهبة تتلظى على كل ما تملي عليه أياديهم العابثة.. والفاسدة.. والناهبة.. ولا تدري الى أين هي ذاهبة …

فقط تدري أنها بأحضان السلطة الواهبة، لتترك البلاد لهم سائبة… دون أن تشوبهم شائبة…ومن دون أي خطوة صائبة… لأن جميعها غائبة.. ومعها التشكيلة الحكومية ذائبة… لأنها عن حقيقة التأليف غائبة… ولتسأل عن الأيادي اللاعبة… التي تلبس ثوب الراهب والراهبة.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal