قواعد اللعبة.. بالأجواء المفتوحة!… بقلم: الدكتور باسم عساف

تتصاعد وتيرة المناوشات الحربية في المنطقة ككل، وتتجسد مؤخراً في الجنوب اللبناني على جبهة طال إنتظارها لتكون مدخلاً للفصل الأخير من سيناريو تطبيق خارطة الطريق الى شرق أوسط جديد مبني على توزيع المحاصصات الطائفية والمذهبية والعنصرية كما حدث مع نتائج مؤتمر يالطا أعقاب الحرب العالمية الثانية وتقسيم المنطقة الى أوطان بما يتوافق مع وجود الكيان الصهيوني وتأمين الحراسة له، وضمان إستقراره وإقامة السلام معه.

واجهت الدولة اللبنانية مأزقاً كبيراًفي مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي لإعتداءآته التي كان أكبرها إعتداء تموز وإجتياح الحدود والإحتلال حتى العاصمة بيروت إلى أن تحرر لبنان سنة الألفين بالإنسحاب الكلي من الأراضي اللبنانية وتم إتخاذ القرار /1701/ في مجلس الأمن بقرار متفق عليه دوليا.

وعليه فقد تم نشر قوات اليونيفيل الدولية بالإتفاق مع الكيان الصهيوني، ونشر الأجواء السلمية… مع تجميد حركة المقاومة الإسلامية، لتبقى أمام العدو بالتصاريح الكلامية، وبالإنتقال الى الأعمال الحربية نحو معظم البلاد العربية، لتسير بخط الثورة الإيرانية، مع سبق الإصرار والنيّة، ولوبمواقف وقرارات جنونية، أو بتسويات وعقود سرية وأخرى علنية، لأن التقوى هي الأساس وليس التقية،  والتي باتت هي المعنية، فتصب جميعها لحسابات دولية، تضاف الى المشاورات النووية، لترتاح معها الضغوطات الأميركية، وتعود للكيان بسمته الهنية، من جهة أولى بالتطبيع، وجهة أخرى بالترويع، ومن جهة ثالثة بالتجويع، حفظاً للمسيرة بالتنويع، وتسهيلاً للبعض بالتكويع..

وتبقى اللعبة بأجواء مفتوحة، وهي فكرة ممدوحة، خاصة إذا كانت مسموحة، وإذا ما إستخدمت كالأرجوحة، وتتناغم مع مسائل مطروحة، ضمن خطط واحدة باتت مشروحة،

ومما يدل على ذلك، ما يتطابق في الميدان، حيث نجد الفعل ورد الغعل المدان، باللغة ذاتها وبالأفعال نفسها، أكانت من هنا أو هناك.

الأرض للقذائف والصواريخ مفتوحة ..

الأجواء للغارات المسيّرة، مفتوحة…

الأوقات للتشكيلات الحكومية، مفتوحة…

السقوف لتسعير الدولار، مفتوحة…

الأسعار للتجار، مفتوحة…

الحدود للتهريب، مفتوحة…

مرافق البحر والجو للتخزين، مفتوحة…

خزائن المصارف للنهب، مفتوحة …

الوزارات لمشاريع النصب، مفتوحة…

الإدارات والبلديات للهدر، مفتوحة…

السجون لمواجهة المعارضين، مفتوحة ..

العلاقات مع المتربصين بمساراتها، مفتوحة…

والنغمة تطول وتطول، حتى لأوقات لا تدركها العقول، وحتى نصل الى حد القول، (ليتها لم تزنِ ولم تتصدّقِ)

من المسؤول عما وصلت اليه البلاد والعباد؟

ما هي العوامل التي جعلت الموازين تقلب على أعقابها؟.

من ساهم ومن سهل ومن شجع لسلوك هذه الطرق الملتوية التي تفتك وتسفك وتربك الساحة العربية عامة واللبنانية خاصة.

وفي ظل هذا التسلط والهيمنة من منظومة، باتت مكشوفة ومعروفة ومرصوفة الى جانب الحاقدين والفاسدين والمتربصين بهذه المنطقة وشعوبها، وأبنائها الأصليين الأصيلين، وبكل فظاظة وعهر، وكأن فعلتهم هي أساس الحياة للبشرية وهي المعيار للتعامل مع الشعوب وحقاً ما قيل بالأمس ( إن لم تستحِ فإصنع ما شئت )

هل فعلاً نخوض زمن الفتن التي يصبح فيها الحليم حيرانا؟، أم زمن الرويبضة والسفهاء الذين يتولون أمور العامة؟.

“المقلوبة”، بالأكل والطعام ربما تتميز بالطيبة والحلاوة والشهوة، ولكن “المقلوبة” بالسياسة والشؤون العامة والمجتمعات، لا شك بأنها مرّة ومزّة ويتبعها السمُّ والعلقم.

إنها اللعبة المفتوحة على أجواء الشياطين الذين يتلاعبون بحبائل الكذب والرياء والنفاق، لأنها تمثل أجواءَهم المفتوحة..


مواضيع ذات صلة:


Post Author: SafirAlChamal