عقد المكتب السياسي للحزب الوطني العلماني الديموقراطي “وعد”، إجتماعا في مركز الحزب في الحازمية، استهله بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء مرفأ بيروت وتلاوة صلاة الرحمة لأرواحهم، وتداول الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية في البلاد.
اثر الاجتماع، أصدر الحزب بيانا، رأى فيه أنه “مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت الذي دمر العاصمة ومن فيها، نشعر أن العدالة تتناثر شيئا فشيئا كما تناثرت أشلاء الشهداء الأبرياء، وكلما طال الزمن لكشف الحقيقة يضيع الأمل في الوصول إلى نتيجة حاسمة في من سبب كل تلك المآسي لأهلنا ومدينتنا، وما من شيء يشفي غليل الأم المفجوعة أو الزوجة أو الأب أو الأخ أو الصديق، إلا حين تأخذ العدالة مجراها ويعرف الجاني وتتم المعاقبة، فبغير ذلك سيظل الجرح مفتوحا إلى ما لا نهاية ولن تشفيه الأيام والسنوات التي تمر، بل ستزيد الجرح عمقا والأسى حسرة لأن الشهيد لم ينل حقه، ونحن قد خبرنا هذه التجربة الأليمة ولا نتمناها لأحد، بل لا زلنا نبحث عن حقيقة ضاعت في أدراج قاض أو في نسيان مجلس”.
أضاف: “من جهة أخرى، نجد أنه لمن المحزن أن تصل الأمور في وطننا إلى الحال التي وصلت إليه، فبعد أن كنا نتغنى بقطاعات ناجحة على الصعيد المصرفي والإستشفائي والتربوي وغيرها، أصبحنا اليوم في حال يرثى لها على جميع الأصعدة، لا بل عاد بنا الزمن إلى ما قبل الحضارة، إلى ما قبل النقل والإتصالات والطاقة، وأصبح أقصى طموح الشعب اللبناني الحصول على أساسيات العيش الكريم. وما يزيد الأسف أنه في كل استحقاق، نعيد إنتاج الأسماء نفسها، وبالتالي النهج نفسه، وهو الذي أوصل الحال إلى ما آلت إليه، فهل فقدنا نعمة الإبداع والإبتكار والتجديد؟”.
وتابع: “وفي كل حقبة من تاريخنا الحديث والسنوات الأخيرة وما حدث خلالها، نتأكد يوما بعد يوم أن الفكر الذي اعتنقناه منذ إنشاء الحزب، هو الوحيد الذي يمكنه أن ينتشل الوطن من كبواته المتلاحقة، سيما وأن علته تكمن في داخله، منه وفيه، لذا، فإن لم نبن لأنفسنا فكرا متحررا من التقوقع والإنغلاق الفئوي، لن تقوم لنا قائمة”.
واعتبر أن “هذا النظام الذي يعيد إنتاج نفسه هو علة العلل، فما نحن بحاجة إليه، هو سلطة قضائية مستقلة عن السياسة والسياسيين وتدخلاتهم المدمرة، ونظام إقتصادي يحمي الإستثمار الشرعي ويشجعه ويعاقب المخالفين وينمي الإنتاج على حساب الإستهلاك، ودعم الأجهزة الأمنية والعسكرية بالعتاد والعديد، وتعزيز الروح الوطنية ونبذ الطائفية والإستزلام والتحاصص ونشر الفكر العلماني – المدني، وضرب الفساد من أساسه وتعزيز الشفافية في جميع إدارات الدولة ومواقعها”.
وأكد أن “النهوض بالبلاد ليس بالأمر المستحيل، إنما يتطلب إرادة لمن هم في السلطة وفي سدة المسؤولية. فالحكم الرشيد والإرادة الصلبة كفيلين بوقف الإنزلاق الذي نحن بصدده وإعادة النهوض في وطن لا يخلو من رجالات فكر وإبداع، هم فقط يحتاجون لتلك الفرصة”.